أيديهم بالظلم والجور، فأنتجوا ظلما وآثارا قبيحة تبقي عارهم بذلك الأيام، ويعظم أثمهم والندم عليها يوم الحساب.
فإن كان كذلك فاعلم أن الذي أعجبت به من ذلك داخل في العيب، والخزي، والعار، والشنار، لا في الإعجاب.
وإن أعجبت بولادة الفضلاء إياك فما أخل يدك من فضلهم إن لم تكن أنت فاضلا، وما أقل عناهم عنك في الدنيا والآخرة إن لم تكن محسنا.
والناس كلهم أولاد آدم الذي خلقه الله بيده، وأسكنه جنته، وأسجد له ملائكته ولكن ما أقل نفعه لهم"[1].
ثم قال: "وإذا فكر العاقل في أن فضل آبائه لا يقربه من ربه ـ تعالى ـ ولا يكسبه وجاهة لم يحزها هو بسعده أو بفضله في نفسه، ولا مالا ـ فأي معنى للإعجاب بما لا منفعة فيه؟ !
وهل المعجب بذلك إلا كالمعجب بمال جاره؟ وبجاه غيره؟ وبفرس لغيره سبق كان على رأسه لجامه؟
وكما تقول العامة في أمثالها: كالغبي يزهى بذكاء أبيه"[2].
وقال: "وقد كان ابن نوح، وأبو إبراهيم، وأبو لهب عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقرب الناس من فضل خلق الله ـ تعالى ـ وممن الشرف كله في اتباعهم، فما انتفعوا بذلك"[3].
وقال ابن حبان ـ رحمه الله ـ "ما رأيت أحدا أخسر صفقة ولا أظهر حسرة، ولا أخيب قصدا، ولا أقل رشدا، ولا أحمق شعارا، ولا [1] الأخلاق والسير، ص 71-72. [2] الأخلاق والسير، ص 71-72. [3] الأخلاق والسير، ص 71-72.