responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 49
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} ثم بين الحكمة من ذلك قال: {لِتَعَارَفُوا} لا لتفاخروا، ثم بين معيار التفاضل بين الناس فقال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] .
فليس التفاضل بالجنس، أو اللون، أو العرق، وإنما هو بالتقوى.
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ بعد أن تحدث عن العجب وذكر شيئا من ضروبه: "وإن أعجبت بنسبك فهذه أسوأ من كل ما ذكرنا؛ لأن هذا الذي أعجبت به لا فائدة له أصلا في دنيا ولا آخرة، وانظر هل يدفع عنك جوعة؟ أو يستر لك عورة؟ أو ينفعك في آخرتك؟.
ثم انظر إلى من يساهمك في نسبك، وربما فيما هو أعلى منك ممن نالته ولادة الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ثم ولادة الخلفاء، ثم ولادة الفضلاء من الصحابة والعلماء، ثم ولادة ملوك العجم من الأكاسرة والقياصرة، ثم ولادة التبابعة، وسائر ملوك الإسلام، فتأمل غبراتهم وبقاياهم، ومن يدلي بمثل ما تدلي به من ذلك، تجد أكثرهم أمثال الكلاب خساسة، وتلفهم في غاية السقوط، والرذالة، والتبذل، والتحلي بالصفات المذمومة، فلا تغتبط بمنزلة هم فيها نظراؤك أو فوك"[1].
ثم قال ـ رحمه الله ـ "ثم لعل الآباء الذين تفخر بهم كانوا فساقا، وشربة خمور، ولاطة، ومتعبثين، ونوكى، أطلقت الأيام

[1] الأخلاق والسير في مداواة النفوس، لابن حزم، ص 70-71.
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست