وقال ابن حازم:
إذا قلت عن شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل: لا، تسترح وترح بها ... لئلا يظن الناس أنك كاذب[1].
25ـ الكذب:
فالكذب من الأخلاق المرذولة، والصفات القبيحة؛ فهو خصلة من خصال النفاق، وشعبة من شعب الكفر، وهو عنوان سفه العقل، وآية سقوط الهمة، وخبث الطوية.
والكذاب مهين النفس بعيد عن عزتها المحمودة.
قال الماوردي: "والكذب جماع كل شر، وأصل كل ذم؛ لسوء عواقبه، وخب نتائجه؛ لأنه ينتج النميمة، والنميمة تنتج البغضاء، والبغضاء تؤول إلى العداوة، وليس مع العداوة أمن ولا راحة؛ ولذلك قيل: من قل صدقه قل صديقه"[2].
ولقد انتشر الكذب خصوصا في هذه الأزمان المتأخرة، فما أكثر من يكذب في علاقاته ومعاملاته، وما أقل من يصدق في ذلك، مع أن نصوص الشرع جاءت حاثة على الصدق، محذرة من الكذب.
قال ـ تعالى ـ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] .
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "عليكم بالصدق؛ فإن الصدق [1] ثمرات الأوراق لتقي الدين أبي بكر بن علي بن محمد حجة الحموي، ص141. [2] أدب الدنيا والدين، ص 262.