والقرآن يصل الصبر بالله ويزين عقباه {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126] [1] {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] [2] .
أجاب أبو محمد قائلا:
- نعم يا أبنائي، فالله سبحانه وتعالى يعين على الصبر وضبط النفس، والاتجاه إليه هو الذي يحد من الرغبة الفطرية في رد الاعتداء بمثله.
فعقبت أم محمد قائلة:
- نعم، هذا هو الصبر يا أبنائي، والصبر لا يقتصر على الداعية وطرق الدعوة فقط بل الصبر على كل ابتلاء، وقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على الصبر في أحاديث كثيرة أذكر لكم منها حديث أبي يحيى صهيب بن سنان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» [3] . فيا أبنائي حياة المسلم بما فيها من مسرة ومضرة كلها خير وأجر له عند الله.
أجاب الأب قائلا وقد ظهر الارتياح على وجهه عند سماع [1] سورة النحل، الآية: 126. [2] سورة البقرة، الآية: 153. [3] رواه مسلم في صحيحه: الجزء الثامن ص 227.