سأل محمد قائلا:
- وهل هناك منهج آخر يا أبي؟
أجاب الأب قائلا:
- لقد أحسنت السؤال يا محمد، وهنا أقول لك: إنه إذا وقع الاعتداء على أهل الدعوة فإن الموقف يتغير، فالاعتداء لا بد أن يقابل بمثله اعتزازا لكرامة الحق ودفعا لغلبة الباطل على ألا يتجاوز الرد على الاعتداء حدوده، فالإسلام دين العدل والاعتدال ودين السلم والمسالمة، ويدفع عن نفسه وعن أهله البغي ولا يبغي، {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126]
وهنا سأل علي والده قائلا:
- أي أن المرء يا أبي إما أن يصبر أو أن يعاقب بمثل ما عوقب به؟
أجاب الأب قائلا:
- نعم يا بني، فالقرآن يدعو إلى العفو والصبر مع إقرار قاعدة القصاص ووقف العدوان في الحالات التي يكون فيها الصبر أعمق أثرا وأكثر فائدة للدعوة.
ردت أم محمد:
- ما أجمل ما ذكرت يا أبا محمد! وأضيف هنا أن الصبر يحتاج إلى مقاومة للانفعال وضبط للعواطف وكبت للفطرة،