- إنها الحكمة، فالدعوة بالحكمة مطلب ضروري لنجاح الدعوة والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، فلا يثقل عليهم ولا يشق بالتكاليف بل يهيئ النفوس لها أولا بالطريقة التي تليق بأحوالهم.
أجاب أبو محمد قائلا:
- لقد أجدت في الحديث يا أم محمد وسأعيد تلاوة الآيتين حتى يتذكر الأبناء بقية تلك القواعد. . وبعد أن تلا الآيتين الكريمتين ثانية نظر في وجوه أبنائه يستحثهم على الإجابة.
وهنا أجاب محمد قائلا:
- إنه مبدأ أو قاعدة الموعظة الحسنة أي التي تدخل القلوب برفق لا بالزجر والتأنيب.
وهنا تابع الأب حديث ابنه محمد قائلا:
- نعم يا أبنائي، فالرفق يهدي القلوب الشاردة ويؤلفها، ولقد خاطب الله سبحانه رسوله محمدا بقوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] [1] والجدل بالتي هي أحسن أي بلا تحامل [2] على المخالف ولا تقبيح ولا شتم، وهذا منهج الدعوة مادام الأمر في دائرة الدعوة باللسان والجدل بالحجة. [1] سورة آل عمران، الآية: 159. [2] تحامل على فلان أي: جار عليه ولم يعدل.