كيف تصرفت معه؟
أجاب محمد قائلا:
- لم أحاول إيذاءه أو أن أرد الإساءة بمثلها، ولكني أحس بالملل من سوء سلوكه وعدم القدرة على الصبر، فلقد ضقت ذرعا لوجوده بجواري.
فكر الأب قليلا بعد أن سمع حديث ابنه ثم بادره قائلا:
- لا عليك يا بني، اذهب الآن إلى شأنك وسنلتقي إن شاء الله في المساء وستكون معضلتك [1] مع رفيقك هي مدار حديثنا، وسنجد الحل الذي يثلج صدرك بإذن الله.
غادر محمد والده وهو مطمئن النفس وقد ملأه شعور بالارتياح.
وحين اختلى الأب بنفسه قرر أن يكون حديث الليلة لأفراد أسرته حول فضيلة الصبر الذي هو من الفضائل الجليلة [2] والتي ينبغي للمؤمن أن يتحلى بها، فكيف بأبنائه وهو يأمل أن يراهم دعاة لله.
اكتمل شمل الأسرة في عقد جميل يجمع الأب والأم وأبناءهما الثلاثة محمدا وعليا وعمر وقد اكتست وجوههم بحلاوة [1] مشكلتك. [2] العظيمة.