حين رآه أن يأخذ مكانه من المقعد المجاور له، وحين استوى محمد في جلسته سأله والده بلطف قائلا:
- ما بالك يا بني، أراك اليوم على غير عادتك فما الذي ألم بك؟
أجاب محمد قائلا - والضجر [1] مما أصابه يبدو من خلال حديثه -:
- لقد مللت يا والدي من رفيقي الذي يجلس بجواري في حجرة الدرس.
سأل الأب ابنه بتعجب قائلا:
- ولماذا يا بني هذا الضجر؟
رد محمد قائلا بصوت يخالطه بعض الألم:
- إنه دائم الإيذاء لي يا أبي مرة بالسخرية مني، ومرة بعدم التعاون معي إذا اعترضتني مشكلة، وأساليب أخرى قد لا يسعني الوقت لذكرها.
هدأ الأب الحكيم من روع [2] ابنه قائلا:
- لا عليك يا بني، لكل معضلة حل فلا تبتئس ولكن أخبرني [1] الضيق. [2] الروع سواد القلب، وقيل: موضع الفزع منه، وهدأ روعه أي طمأنه.