الإيمان ورقة الشعور، وأشرقت وجوههم بفيض [1] من نور غامر، فكانوا كأنما تحفهم الملائكة بالسكينة والأمن.
ابتدأ الأب حديثه بالصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وردد أفراد أسرته الصلاة على النبي، ثم بادر الأب بسؤالهم قائلا:
- لو أن أحدكم ألم به داء [2] عضال [3] لازمه طويلا، هل كان يشكو ويتذمر شاكيا لكل من رأى ألمه وبلواه؟
أجاب عمر قائلا وقد كان أصغر الأبناء:
- نعم يا أبي، فالمرض مؤلم فكيف وإن كان لفترة طويلة، فأنا لا أستطيع الصبر عليه لذلك لا بد وأن أشكو وأتألم.
أجاب الأب قائلا:
- حسنا يا أبنائي، لقد سمعتم قول أخيكم فهل أنتم موافقون على هذا القول؟
أجاب علي قائلا وقد كان يكبر أخاه عمر بثلاث سنوات:
- لا يا والدي، لا يحق لنا إظهار الشكوى والتذمر، فالمرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى يختبر عباده به؛ لذا علينا أن نصبر ونحتسب ابتغاء وجه الله. [1] كثير. [2] مرض. [3] شديد غالب.