انشراح ما حدث معه اليوم في المدرسة، وتلك أخته سلمى تتابع حديثه بتعليقات بريئة ضاحكة، أما خالد فقد أخذ ينصت إلى حديثهما متتبعا كل ما يقولانه بحس متوقد وقلب ذكي، فقد كان يبدو الاهتمام في عينيه بكل ما يقولانه فهما يكبرانه سنا ولديهما بعض الخبرات البسيطة التي لم تتوفر له، ثم هو لم يزل بعد في السنة الأولى من دراسته في حين أن أنس وسلمى قد تخطياه بمراحل كثيرة، وهو الآن في طور التعلم منهما والتزود من معارفهما. . أما زيد فقد أخذ مقعده دون أن ينم مظهره عن شيء.
دق جرس الباب وأسرع خالد ليرى من الطارق، وعاد وهو يحمل إناء به بعض الطعام وقدمه إلى والدته وهو يقول:
- انظري يا أماه لقد أحضره حذيفة ابن جيراننا.
ردت الأم قائلة وقد أظهرت سرورها بما أهدتها إياه جارتها:
- بارك الله فيهم، اذهب يا بني وضعه في الثلاجة.
نظرت سلمى نظرة عاجلة إلى ما يحمله الإناء وقطبت حاجبيها وهي تقول:
- ما هذا يا أماه، إن كمية هذا الطعام لا تكاد تكفي لشخص واحد، وتابعت بشيء من التأفّف [1] . [1] تأفَّف أي: قال (أف) من الضجر والضيق.