[والجار الجنب]
12 - كانت أم أنس امرأة تقية صالحة جعلت من بيتها هي وزوجها جنة وارفة [1] الظلال يفيئون [2] إليها حين يشتد الهجير [3] . . وكان عماد هذه الجنة هو: طاعة الله، ومعرفة حدوده والوقوف عندها، واتباع هدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، والعمل على التمسك بسنته. وقد اتفقا منذ بداية حياتهما على أن يعين كل منهما الآخر في هذا الطريق، وألا يرى أحدهما اعوجاجا من قرينه [4] إلا وقوَّمه بالموعظة الحسنة والقول اللين ابتغاء وجه الله، كما أخذا عهدا على نفسيهما بتنشئة أبنائهما على حب الله ورسوله، وأن يزرعا فيهم بذرة الخير منذ الصغر، وأن يهيئا لهذه البذرة التربة الخصبة تسقى بالحب والود والرحمة، مقترنة بالتوجيه السليم حتى إذا كبروا كانت هذه البذرة شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
اجتمع شمل الأسرة في جو بهيج فهذا أنس يروي لهم في [1] نضرة شديدة الخضرة. [2] يرجعون. [3] الهاجرة: أي نصف النهار في القيظ أو شدة الحر. [4] زوجه.