responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 466
فَرَأَيْنَا فِي أَسْفَلِ كُرْسِيِّ الْجِسْرِ رَجُلا يَبُولُ فَعَدَلْنَا إِلَيْهِ فَقَبَضْنَا عَلَيْهِ فَصَاحَ يَا قَوْمِ مَا لَكُمْ أَنَا مَلاحٌ صَعَدْتُ مِنَ سُمَيْرِيَّتِي أَبُولُ وَهَذِهِ سُمَيْرِيَّتِي وَأَوْمَأَ إِلَيْهَا أَيُّ شَيْءٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَضَرَبْنَاهُ وَقُلْنَا أَنْتَ اللِّصُّ الَّذِي هَرَبَ مِنَ الْخَشَبَةِ وَجِئْنَا بِهِ وَرَقَيَّنْاهُ إِلَى الْخَشَبَةِ وَصَلَبْنَاهُ مَكَانَ الْهَارِبِ وَهُوَ يَصِيحُ طُولَ اللَّيْلِ وَيَبْكِي فَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُنَا رَحْمَةً لَهُ وَقُلْنَا مَظْلُومٌ وَلَكِنْ مَا الْحِيلَةُ
فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَكِبَ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَجَاءَ لِيَضْرِبَ أَعْنَاقَ الْقَوْمِ فَصَاحَ بِهِ الْمَلاحُ بِوُقُوفِكَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ادْعُ بِي وَاسْمَعْ كَلامِي فَلَسْتُ مِنَ اللُّصُوصِ الَّذِينَ أَخْرَجْتَهُمْ وَأَمَرْتَ بِصَلْبِهِمْ وَأَنَا مَظْلُومٌ وَقَدْ وَقَعَتْ بِي حِيلَةٌ فَأَنْزَلَهُ وَقَالَ مَا قِصَّتُكَ فَشَرَحَ لَهُ حَدِيثَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ فَدَعَا بِنَا وَقَالَ مَا هَذَا الرَّجُلُ فَقُلْنَا مَا نَعْرِفُ مَا يَقُولُ سَلَّمْتُ إِلَيْنَا عِشْرِينَ رَجُلا وَهَؤُلاءِ عِشْرُونَ فَقَالَ قَدْ أَخَذْتُمْ مِنَ اللِّصِّ دَرَاهِمَ وَأَطْلَقْتُمُوهُ وَاعْتَرَضْتُمْ مِنَ الطَّرِيقِ رَجُلا غَرِيبًا فَأَخَذْتُمُوهُ فَقُلْنَا مَا فَعَلْنَا هَذَا وَاللِّصُّ الَّذِي سَلَّمْتَ إِلَيْنَا هُوَ هَذَا فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْجَمَاعَةِ وَتَرَكَ الْمَلَّاحَ وَقَالَ هَاتُوا السَّجَّانِينَ وَالْبَوَّابِينَ فَجَاءُوا فَقَالَ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْعِشْرِينَ الَّذِينَ أَخْرَجْنَاهُمْ فَتَأَمَّلُوهُ بِأَجْمَعِهِمْ فَقَالُوا لَا
فَفَكَّرَ ثُمَّ أَمَرَ بِإِطْلاقِهِ ثُمَّ قَالَ هَاتُوهُ إِلَيَّ فَرَدَدْنَاهُ فَقَالَ اشْرَحْ لِي قِصَّتُكَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ إِيشِ كُنْتَ تَعْمَلُ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَقَالَ كُنْتُ قَدْ بِتُّ فِي سُمَيْرِيَّتِي فَأَخَذَتْنِي بَوْلَةٌ فَصَعَدْتُ أَبُولُ قَالَ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ أدصقني أَمْرَكَ عَلَى الْحَقِيقَةِ حَتَّى أُطْلِقَكَ وَأَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَعْمَلُ هُنَاكَ حَتَّى أُطْلِقَكَ فَلَمْ يُخْبِرْهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ
قَالَ وَكَانَ مِنْ رَسْمِهِ أَنَّهُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُقَرِّرَ إِنْسَانًا قَرَّرَهُ وَهُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست