responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 465
وَأَنَا أَرْعُدُ فَزِعًا وَلَوْ كَانَ بَدَأَ بِي فَوَجَدَنِي أَرْعُدُ لَقَتَلَنِي وَكَانَ يَظُنُّ أَنَّنِي صَاحِبُ الْقِصَّةِ فَلِمَا أَرَادَهُ اللَّهُ مِنْ حَيَاتِي بَدَأَ بِصَاحِبِ الْقِصَّةِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ فَوَجَدَهُ يَخْفِقُ وَقَدْ تَنَاوَمَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ يَرْجُو بِذَلِكَ السَّلامَةَ فَوَضَعَ السِّكِّينَ فِي فُؤَادِهِ وَأَمْسَكَ فَاهُ فَاضْطَرَبَ الرَّجُلُ وَتَلَفَ وَأَخَذَ بِيَدِ غُلامِهِ وَانْصَرَفَ
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي البَّزَازُ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ بَهْلُولُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْقَاضِي صَاحِبُ الرَّبْعِ بِبَابِ الشَّامِ قَالَ كُنْتُ أَعْمَلُ مَعَ صَاحِبِ الشُّرْطَةِ بِبَغْدَادَ فَأَخْرَجَ لُصُوصًا مِنَ الْحَبْسِ وَاسْتَأَذْنَ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ فِي قَتْلِهِمْ وَصَلْبِهِمْ عِنْدَ الْجِسْرِ فَأَذِنَ لَهُ فَصَلَبَهُمْ عِشَاءً وَكَانُوا عِشْرِينَ رَجُلا وَوَكَّلَ بِهِمْ جَمَاعَةً فَكُنْتُ فِيهِمْ وَالرَّئِيسُ عَلَيْنَا فُلانٌ وَقَالُوا كُونُوا عِنْدَ خَشَبِهِمْ بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَلَيْلَتِكُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنْ غَدٍ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ
فَبِتْنَا وَنِمْنَا فَاحْتَالَ بَعْضُ اللُّصُوصِ فِي أَنْ قَطَعَ الْحَبْلَ وَنَزَلَ مِنَ الْخَشَبَةِ فَمَا انْتَبَهْنَا إِلا بِصَوْتِ وُقُوعِهِ وَعَدْوِهِ فَعَدَا رَئِيسُنَا وَأَنَا خَلْفَهُ فَمَا لَحِقْنَاهُ وَخِفْنَا أَنْ يَتَشَوَّشَ الرِّجَالَةُ الْبَاقُونَ فَيُفْلِتَ إِنْسَانٌ آخَرُ فَرَجَعْنَا مُسْرِعِينَ وَجَلَسْنَا مَغْمُومِينَ نُفَكِّرُ مَاذَا نَعْمَلُ
فَقَالَ رَئِيسُنَا إِنَّ صَاحِبَ الشُّرْطَةِ لَا يُقِيلَ عَثْرَةً وَلا يَقْبَلُ عُذْرًا وَيَقَعُ لَهُ أَنَّنِي قَدْ أَخَذْتُ مِنَ اللِّصِّ مَالا وَأَطْلَقْتُهُ فَيَضْرِبُنِي لِلتَّقْرِيرِ فَلا أُقِرُّ فَيَقَعُ لَهُ أَنِّي أَتَجَلَّدُ فَيَمِدُّ الضَّرْبَ عَلَيَّ إِلَى أَنْ أَتْلَفَ فَمَا الرَّأْيُ
فَقُلْتُ لَهُ نَهْرَبُ قَالَ فَمِنْ أَيْنَ نَعِيشُ فَقُلْتُ هَذَا نَصْفُ اللَّيْلِ وَلَمْ يَعْلَمْ بِمَا جَرَى أَحَدٌ فَقُمْ فَلَنْ يَخْلُوَ أَنْ يَقَعَ بِأَيْدِينَا مَشْئُومٌ قَدْ جَاءَتْ مَنِّيَتُهُ فَنُوثِقَهُ وَنَصْلُبَهُ وَنُقُولُ سَلَّمْتَ إِلَيْنَا عِشْرِينَ رَجُلا وَهَؤُلاءِ عِشْرُونَ فَإِنَّهُ مَا أَثْبَتَ حِلاهُمْ
فَقَالَ هَذَا صَوَابٌ فَقُمْنَا نَطُوفُ وَسَلَكْنَا طَرِيقَ الْجِسْرِ لِنَعْبُرَ إِلَى الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست