responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 343
ثُمَّ انْصَرَفْتُ سَخِينَ الْعَيْنِ قَرِحَ الْقَلْبِ فَهَذَا الَّذِي تَرَى مِنَ التَّغَيُّرِ مِنْ عِشْقِي لَهَا
فَضَحِكَ الرَّشِيدُ حَتَّى اسْتَلْقَى فَقَالَ وَيْحَكَ يَا عبد الْملك ابْن سِتٍّ وَتِسْعِينَ سَنَةً يَعْشَقُ قُلْتُ وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الأَدَبِ أَنَّهُ كَانَ لِلْمُتَوَكِّلِ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا مَحْبُوبَةٌ وَكَانَتْ مِنَ الأَدَبِ وَالإِحْسَانِ فِي الْغِنَاءِ عَلَى غَايَةِ مَا يَكُونُ مِثْلُهَا وَكَانَ الْمُتَوَكِّلُ يَجِدُ بِهَا وِجْدًا شَدِيدًا وَكَانَتْ لَهُ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْمُتَوَكِّلِ مَا كَانَ تَفَرَّقَتِ الْجَوَارِي إِلَى الْقُوَّادِ فَصَارَتْ مَحْبُوبَةٌ إِلَى وَصِيفٍ فَكَانَ لِبَاسَهَا الْبَيَاضُ الْخَشِنُ وَكَانَتْ تَذْكُرُهُ فَتَشْهَقُ وَتَنْتَحِبُ
قَالَ فَجَلَسَ وَصِيفٌ يَوْمًا لِلْشُرْبِ وَجَلَسَ الْجَوَارِي الَّلاتِي كُنَّ لِلْمُتَوَكِّلِ فِي الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ وَجَاءَتْ مَحْبُوبَةٌ فِي مِعْجَرٍ أَبْيَضَ فَجَلَسَتْ فَمَا هُوَ إِلا أَنْ دَارَ النَّبِيذُ بَيْنَ النُّدَمَاءِ فَأَقْبَلَ وَصِيفٌ عَلَى مَنْ حَضَرَهُ مِنْ جَوَارِي الْمُتَوَكِّلِ وَكَانَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ جَمَاعَةٌ فَقَالَ غَنِّينَ فَمَا بَقِيَتْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةٌ إِلا غَنَّتْ وَطَرِبَتْ وَضَحِكَتْ وَشَرِبَتْ إِلَى أَنْ أَوْمَأَ وَصِيفٌ إِلَى مَحْبُوبَةَ بِالْغِنَاءِ فَقَالَتْ إِنْ رَأَى الأَمِيرُ أَنْ يَعْفِيَنِي فَأَبَى وَقَالَ لَهَا الْجَوَارِي لَوْ كَانَ فِي الْحُزْنِ فَرَجٌ لَحَزِنَّا مَعَكِ وَجِيءَ بِعُودٍ فَوُضِعَ فِي حِجْرِهَا فَسَوَّتْهُ وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ
أَيُّ عَيْشٍ يَطِيبُ لِي ... لَا أَرَى فِيهِ جَعْفَرَا
مَلِكٌ قَدْ رَأْتُهُ ... عَيْنِي جَرِيحًا مُعَفَّرَا

اسم الکتاب : ذم الهوى المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست