اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 452
ثالثا: الإكثار من ذكر الله تعالى
إن الذكر هو النور الذي يطرد الشيطان، ولا يسمح له بالدخول ويمنعه من سكن الحصن، وقد أمر الله به، يقول تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ، إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ،} [1].
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس" [2]، وأرشدنا الله ورسوله -صلى الله عليه والسلام- إلى فضيلة الذكر: فذكر الله عند الاستيقاظ من النوم يحدث عند المسلم العزيمة والقوة، ويدفع عنه الكسل، حيث يبدأ المسلم يومه بذكر الله، داعيا ربه أن يعيذه من الشيطان الرجيم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" [3].
وذكر الله عند الخروج من البيت يعصم المسلم من شر الشيطان، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من قال -يعني إذا خرج من بيته- بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال: يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" [4]. [1] سورة الأعراف الآيات "205، 206". [2] تفسير ابن كثير ج3 ص297. [3] أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده ج6 ص335. [4] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا خرج من بيته ج ص328.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 452