responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 301
ولنتأمل في منطق سياسة فرعون، وطريقته في مخاطبة الناس، يعلن أن موسى ساحر ومجادل، وأنه يعمل على طرد المصريين من بلدهم، وبعد ذلك يطلب رأيهم, ويعتبره أمرا منهم يقوم بتنفيذه، ويخطب فيهم ... فماذا تأمرون؟!!
ويتصور الناس أن موسى ساحر حقا؛ ولذلك اقترحوا مقاومته بنفس السلاح الذي يستعمله، واقترحوا لفرعون أن يجمع من مختلف المدن المصرية أئمة السحر، وأساتذة العلماء، على أن يعد للقاء عدته؛ لينهزم موسى على رءوس الناس.
واستحسن فرعون الفكرة، وقال لموسى: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى، فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [1].
حدد فرعون وموسى موعد اللقاء، في يوم عيد للمصريين، هو يوم الزينة، وجعلوه ضحى ذلك اليوم، حيث يتجمع الناس، ويرون في وضوح الشمس ما يقع، بلا خداع, أو دعاية، أو تدليس، وسُر موسى بذلك, فهو واثق من نصر الله، واللقاء فرصة لعرض دعوته، وإظهار صدقها على الجمع الغفير دفعة واحدة، وأرسل فرعون إلى مختلف المدن لإحضار كبار العلماء، وقادة السحر، وعرفهم بما جرى له مع موسى وهارون- عليهما السلام- فطمأنوا فرعون وأقسموا بعزته أنهم سيغلبون موسى، واستفسروا عن المكافأة التي سيأخذونها، فعرفهم أنه سيكافئهم ماديا، ويقربهم إليه سياسيا، واجتماعيا.
وجاء يوم الزينة، والتقى العلماء والسحرة بموسى وهارون، والجمع حاشد، والكل ينتظر هزيمة كبيرة بموسى، يقول ابن كثير: "وحضر فرعون, وأمراؤه, وأهل دولته، وأهل بلده عن بكرة أبيهم، آملين أن يغلب السحرة، وتثبت ألوهية فرعون"[2].

[1] سورة طه الآيات: 57, 58.
[2] البداية والنهاية ج1 ص254.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست