اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 300
قال تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [1]، وقال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [2].
ونجح فرعون في استثارة الرأي العام ضد دعوة موسى، وأخذ في تهديد موسى -عليه السلام- فأعاده موسى -عليه السلام- إلى الحوار مرة أخرى، وفكر فرعون في الاستعانة بأتباعه من السحرة والعلماء.
المسألة الرابعة: التحدي الكبير، وإيمان السَّحَرَة
أقام موسى وهارون على فرعون الحجة، وتبين أتباع فرعون قوة موسى بحجته وضعف فرعون بألوهيته، حينئذ لجأ فرعون إلى التهديد، قال تعالى على لسان فرعون: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [3]، فأعاده موسى إلى الحوار: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} [4], إن موسى -عليه السلام- لم يواجه التهديد بالغضب، وإنما واجهه بهدوء وروية، ومع الهدوء عرض مثير لبيان الحقيقة، والناس يسمعونه متسائلا: أتسجنني وإن أتيتك ببرهان بيّن لا يشك فيه عقل؟! ولم يحدده له، ولم يشر إليه؛ ليتشوق فرعون ومن معه لمعرفته, وقد كان، فعاد فرعون إلى الحوار, قال تعالى: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [5]، فقدم موسى -عليه السلام- برهاني العصا واليد، شاهدة على صدقه. فلما رأى فرعون ذلك, قال لأتباعه: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} [6]. [1] سورة الشعراء آية: 27. [2] سورة غافر آية: 26. [3] سورة الشعراء آية: 29. [4] سورة الشعراء آية: 30. [5] سورة الشعراء آية: 31. [6] سورة الشعراء الآيات: 34, 35.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 300