responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 302
تقدم موسى إلى السحرة، وبيَّن لهم قضيته، ونهاهم عن تعاطي السحر الباطل, وخوفهم من عذاب الله إن لم يلتزموا بالحق والصواب، وقد أدى نصح موسى لهم إلى تغيير نظر بعضهم إليه، بعدما علم أن هذا الكلام لا يصدر إلا من نبي؛ ولذلك اختلفوا فيما بينهم، يقول الله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} [1]، قيل: إنهم تنازعوا حول رسالة موسى وصدقه، وقيل: في كون فرعون إلها، وقيل: في صلة سحرهم بالحق، والله أعلم في تنازعهم، لكنهم اتفقوا على بقاء موضوع تنازعهم سرا، وترك الفصل للوقائع والأحداث التي جاءوا لها، على أن يبذلوا أقصى طاقاتهم، ويتحدوا في عمل واحد ليغلبوا، فإذا ما غلب موسى لا لوم عليهم لأنهم لم يقصروا، يصور الله الحالة النفسية للسحرة قبل مباشرة التحدى، فيقول سبحانه: {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى، قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى، فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [2].
اصطفّ السحرة، ووقف موسى وهارون أمامهم، وقال كبيرهم لموسى: إما أن تلقي، وإما أن نبدأ نحن بالإلقاء؟ وهو سؤال ينبئ عن رغبتهم في البدء؛ لعلمهم أن رهبة الاستهلال تبقى في النفس لا تزول إلا بإضعاف قوتها التأثيرية ... قال لهم: ابدءوا أنتم، فعمدوا إلى حبال وعصي أعدوها لذلك، قيل: إنها كانت عصيا مجوفة قد مُلئت زئبقا، وكذلك الحبال كانت مصنوعة من جلد مجوف محشو بالزئبق، وقد حفروا قبل ذلك في الأرض حفرا، ووضعوا فيها المواسير المملوءة بوقود النار، فلما طرحت

[1] سورة طه الآيات: 61, 62.
[2] سورة طه الآيات: 62-64.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست