اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 294
حدد الله رسالة موسى -عليه السلام- لفرعون بقوله تعالى: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [1]، وبقوله تعالى:. {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [2].
وهكذا انحصرت مهمة موسى -عليه السلام- مع فرعون في أمرين:
أولهما: دعوة فرعون إلى الإيمان بوحدانية الله تعالى، والتوجه بالعبادة له وحده، والقيام بالدعوة لهذا الأمر جاء من قبل موسى وهارون اللذين أرسلهما الله رب العالمين؛ لتصحيح أخطاء الناس، حين يتخذون آلهة أخرى مع الله تعالى.
ومع الدعوة إلى التوحيد، نرى بالضرورة الدعوة إلى الإيمان بالرسالة، والوحي المنزل، وباليوم الآخر بما فيه من حساب وعذاب.
ثانيهما: إنقاذ الإسرائيليين، وفك أسرهم، وتركهم يعودون مع موسى -عليه السلام- إلى بيت المقدس للسكن فيه، وبعودتهم يرجعون إلى عقيدة التوحيد الخالص بعد التخلص من الملوثات المادية والحيوانية، التي شابت تدينهم.
وأخبر موسى وهارون -عليهما السلام- فرعون بأن معهما آيتين من معجزات الله؛ لإثبات صدقهما فيما دَعَوَا إليه. [1] سورة طه الآيات: 47, 48. [2] سورة الأعراف الآيات: 104-106.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 294