اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 293
به من الفصاحة، والهدوء، وعدم الغضب، وبهذا عد موسى -عليه السلام- أنفع أخ لأخيه في الدنيا، حين سأل الله له النبوة والرسالة، وقصد موسى -عليه السلام- من إرسال هارون معه أن يشد أزره، ويقوي جانبه، ويشاركه الرأي والنصيحة، وينيبه في بعض مهام البلاغ والدعوة.
والغاية العظمى التي قصدها موسى -عليه السلام- أن يتمكن من الاستمرار في الذكر، والتسبيح، والعبادة، مع الطاعة المطلقة لله، والقيام بمسئولية الدعوة إلى الله تعالى.
فاستجاب الله له على الفور، وأعطاه كل ما سأله دفعة واحدة، يقول سيد قطب: "هكذا مرة واحدة، في كلمة واحدة، {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} , فيها إنجاز، لا تسويف ولا تأجيل، كل ما سألته أُعطيته فعلا.... ومع العطاء إيناس، وتكريم، وأي تكريم أكبر من أن يذكر الكبير المتعال اسم عبد من العباد!! "[1].
وبهذا زال خوف موسى -عليه السلام- وبدأ حركة الدعوة مع فرعون وملئه.
المسألة الثالثة: مواجهة فرعون
استجاب الله لموسى، وحقق له ما طلب، وأصبح هارون رسولا معه ... وبدآ سويا في دعوة فرعون وملئه إلى الله تعالى، بعد أن تخلصا من الخوف من فرعون ورهبته، تحوطهما عناية الله، ورعايته.
وطلب موسى -عليه السلام- من فرعون أن يؤمن بالله إلها واحدا، وربا لا شريك له، ويخصه وحده سبحانه بالطاعة، والخضوع، والانقياد.
وطلب منه أيضا أن يترك بني إسرائيل لموسى -عليه السلام- ليعود بهم إلى عقيدة التوحيد الخالص، ويسكنهم الأرض المقدسة التي كتب الله لهم أن يسكنوا فيها. [1] في ظلال القرآن ج5 ص471.
اسم الکتاب : دعوة الرسل عليهم السلام المؤلف : غلوش، أحمد أحمد الجزء : 1 صفحة : 293