اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 63
فإن قلت: في كلام الفقهاء، أن إمامة الأعمى مكروهة[1]. فالجواب: أنه محمول على ما إذا كان هناك أفضل منه علمًا وقراءة، وأكمل منه حراسة ورعاية[2].
وروي أن سبب ابتلاء يعقوب - عليه السلام - أنه ذبح عجلا بين يدي أمه وهي تخور[3].
وروي أنه قيل له يا يعقوب، ما الذي أذهب بصرك، وقوس ظهرك، [1] خلاصة مسألة إمامة الأعمى عند الفقهاء: أن الحنفية قالوا: تكره إمامة الأعمى مع وجود البصير، فإن لم يوجد بصير أفضل منه فهو أولى، وذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة: إلى جواز إمامة الأعمى وصحتها بلا كراهة، بل ذهب أبو إسحاق المروزي، والغزالي من الشافعية، والقاضي من الحنابلة إلى أن الأعمى أولى من البصير: لأنه لا ينظر إلى ما يلهيه ويشغله فيكون أبعد عن تفرق القلب وأخشع، أنظر تفصيل المسألة في: تبيين الحقائق 1/134، مجمع الأنهر 1/108، التفريع 1/223، أسهل المدارك 1/243، فتح العزيز 4/328، مغنى المحتاج 1/241، المغنى 3/28، الكافي 1/181، نيل الأوطار 3/161. [2] بدائع الصنائع 1/157، البحر الرائق 1/369، الأشباه والنظائر لابن نجيم 314. [3] معالم التنزيل للبغوي 4/269، زاد المسير لابن الجوزي4/274-275، خارت البقرة: إذا اشتد صياحها.
اسم الکتاب : تسلية الأعمى عن بلية العمى المؤلف : القاري، الملا على الجزء : 1 صفحة : 63