responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 54
والحسن قل إن يوجد في غير كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلام يحصل معناه وأنا أشير إلى معناه بعبارة وجيزة فمعناه أنه لما جاهد هذه المجاهدة وتهذيب نفسه واستنار قلبه واستولى على نفسه وقهرها وملكها ملكا تاما وانقادت له انقيادا خالصا نظر إلى جميع المخلوقين فوجدهم موتى لا حكم لهم فلا يضرون وله ينفعون، ولا يعطون ولا يمنعون ولا يحيون ولا يميتون ولا يصلون ولا يقطعون ولا يقربون ولا يبعدون ولا يسعدون ولا يشقون ولا يرزقون ولا يحرمون ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وهذه صفة الأموات أن يعاملوا معاملة الموتى في هذه الأمور المذكورة وأن لا يخافوا ولا يرجوا ولا يطمع فيما عندهم ولا يراؤوا ولا يداهنوا ولا يشتغل بهم ولا يحتقروا ولا ينتقصوا ولا تذكر عيوبهم ولا تتبع عثراتهم ولا ينقب عن زلاتهم ولا يحسدوا ولا يستكثر فيهم ما أعطاهم الله تعالى من نعمة ويرحموا ويعذروا فيما يأتونه من النقائص مع أنا نقيم الحدود عليهم ما جاء الشرع به من الحدود ولا يمنعنا إقامة الحد ما قدمناه ولا يمنعنا أيضا ما قدمناه من إقامة الحد أنا نحرص على ستر عوراتهم من غير تنقص لهم بها يفعل ذلك بالميت وإذا ذكرهم ذاكر بشين نهيناه عن الخوض في ذلك كما ننهاه عن ذلك في الميت ولا نفعل شيئا لهم ولا نتركه ولا نمتنع من القيام بشيء من طاعات الله بسببهم ولا نمتنع من ذلك بسبب الميت ولا نتكثر بمدحهم.
ولا نحبه ولا نكره سبهم إيانا ولا نقابله فالحاصل أنهم كالعدم في جميع ما ذكرناه فهم مدبرون تجري فيهم أحكام الله تعالى فمن عاملهم هذه المعاملة جمع خير الآخرة والدنيا نسأل الله الكريم التوفيق لذلك. فهذه الأحرف كافية في الاشارة إلى شرح كلامه رضي الله عنه والله أعلم.
وروينا بإسنادنا إلى القشيري رحمه الله قال سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يعني السلمي إما الصوفية في زمانه وبعده قال سمعت العباس البغدادي يقول سمعت جعفرا يقول سمعت الجنيد يقول سمعت السري رحمه الله يقول يا معشر الشباب جدوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما قصرت قال وكان في ذلك الوقت لا تلحقه الشباب إلى العبادة. وقال

اسم الکتاب : بستان العارفين المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست