اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 426
وفي حديث آخر يقول:
"سيأتي بعدكم قوم يأكلون أطايب الدنيا وألوانها، ويركبون فره الخيل وألوانها، ويلبسون أجمل الثياب وألوانها. لهم بطون من القليل لا تشبع، وأنفس بالكثير لا تقنع، عاكفين على الدنيا، يغدون ويرحون إليها، اتخذوها إلهة من دون إلههم، وربا دون ربهم، إلى أمرها ينتهون، ولها يتبعون، فعزيمة من محمد بن عبد الله، لمن أدرك ذلك الزمان من عقب عقبكم، وخلف خلفكم أن لا يسلم عليهم، ولا يعود مرضاهم، ولا يتبع جنائزهم، ولا يوقر كبيرهم، فمن فعل ذلك فقد أعان على هدم الإسلام" [1].
ومن الطبيعي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يحرم الطيبات التي أحل الله لعباده، ولكنه يشير إلى ظاهرة من مظاهر الأمة الميتة حين تنحسر فيها عناصر الإيمان والهجرة، والجهاد والرسالة والإيواء، والنصرة، والولاية لتدور في فلك "أشياء" الدنيا وطيباتها.
د- سطحية التدين: وتتخذ هذه السطحية مظهرين: سطحية العامة حيث يتحول الدين إلى طقوس وأعياد ومناسبات، كأن يصبح رمضان شهر المطاعم والملاهي والتسويق والشراء، ويصبح الحج موسما للتجارة والنرهة والإيجار والاستئجار. وإلى ذلك يشير قوله تعالى:
{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأعراف: 51] .
وسطحية العلماء والمتدينين حيث يجري التركيز على "الطقوس والأشكال" بدل "الروح والأعمال".
وهذه السطحية قديمة صاحبت الإسلام منذ نشأته وأصابت [1] محمد خليل الخطيب، إتحاف الأنام، ص236.
اسم الکتاب : أهداف التربية الإسلامية المؤلف : ماجد عرسان الكيلاني الجزء : 1 صفحة : 426