responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفاحشة عمل قوم لوط المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 72
الصبيان، والتغزل بهم، والتي تحتوي على كلمات بذيئة مقذعة تمجها الأذواق، وتستك منها الأسماع.
فلله كم أفسدت تلك الأغاني من شباب، وكم جرت إلى الفواحش، وكم جرأت على فعلها.
فتلك الأغاني لها مفعول السحر، ولها وقعها في نفوس الشباب، فهم يصغون السمع لها، ويتروونها ويحفظونها، ويلهجون بذكرها، ويكثرون من كتابتها، وإن أردت الدليل على ذلك ـ فألق نظرة عجلى على جدران بعض الشوارع، أو على دورات المياه في المدارس أو في المساجد، أو على أدراج الطلاب ودفاترهم ـ تر ما يسوؤك وينوؤك ويندى له جبينك.
43 ـ التقليد الأعمى في محاكاة الساقطين:
فمن الشباب من يقرأ قصص أهل الغرام، أو يستمع إلى الأغاني المشتملة على ذكر الصبابة والعشق والهيام، أو يرى بعض زملائه يبثون اللوعة والشكوى، ويدعون أن الحب قد تمكن منهم، وأن الشوق قد برح بهم فترى هذا الغر المسكين يتأثر بذلك، ويعتمل ذلك في قلبه، فيبدأ بمحاكاة أهل العشق والغرام، فيزعم أنه وقع في العشق، وأن الشوق قد أضناه، وأن الوجد قد أمضه، والهجر قد أثر به، وما هي إلا مدة يسيرة ثم يتمادى به الأمر، فيقع في أشراك العشق فيعز خلاصه، ويصعب استنقاذه منه.
ومما قيل في هذا ما ينسب للمأمون أنه قال:
أول العشق مزاح وولع
...
ثم يزداد فيزداد الطمع
كل من يهوى وإن عالت به
...
رتبة الملك لمن يهوى تبع1
قيل:
تولع بالعشق حتى عشق
...
فلما استقل به لم يطق

1 أدب الدنيا والدين ص 138.
اسم الکتاب : الفاحشة عمل قوم لوط المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست