اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 17
التربية التزام الفرد بالقيم الأخلاقية مثل التعاون والتزاحم والتعاطف التي تعمق التآلف الاجتماعي وتدعم علائق الفرد ببيئته الاجتماعية. وتسهم التربية في "تحليل المشكلات الاجتماعية المعاصرة وتبلور لأجيال الشباب الحلول الفكرية السليمة بأساليب علمية رصينة؛ لتكون انطلاقات الشباب في المجتمع أصلية غير مستوردة, ولا عرضية بل نابعة من التراث, ومتكيفة مع الأحداث على نسق يرضي طموح الشباب, ويضمن لهم هويتهم ولأمتهم شخصيتها، فيكون التغيير الاجتماعي دائمًا نحو الأفضل"[1].
وصفوة القول: إن التربية عملية اجتماعية هدفها تحقيق تقدم المجتمع وتغييره إلى الأفضل، كما أنها تسهم إسهامًا فعالًا في بناء المجتمع والمحافظة عليه. ويجب أن تكون التربية ملائمة لروح العصر والمجتمع ومعبرة عن حاجات الأفراد، ومتكيفة مع واقع المجتمع وأسلوب الحياة فيه. [1] إسحاق أحمد فرحان: التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان "الأردن"، 1982، ص13-14.
مفهوم وأسس التربية الإسلامية:
يرى العلماء المسلمون أن التربية الإسلامية فلسفة واضحة مستمدة من القرآن الكريم والسنة الشريفة، وهي تتعهد الإنسان بدنيًا وعقليًا وروحيًا. وقد كثر الكلام في تعريف التربية الإسلامية، وصال العلماء وجالوا حول مفهومها من منظور الإسلام. فقد عرفها بعضهم بأنها "إعداد الفرد أو الكائن الإنساني لحياته في الدنيا والآخرة"[1]. وبأنها "تلك المفاهيم التي يرتبط بعضها ببعض في إطار فكري واحد يستند إلى المبادئ والقيم التي أتي بها الإسلام, والتي ترسم عددًا من الإجراءات والطرائق العملية يؤدي تنفيذها إلى أن يسلك سالكها سلوكًا يتفق وعقيدة الإسلام"[2]. وعرفها البعض الآخر بأنها "الأسلوب الأمثل في التعامل مع الفطرة البشرية توجيهًا مباشرًا بالكلمة، وغير مباشر بالقدوة، وفق منهج خاص [1] أنور الجندي: التربية وبناء الأجيال في الإسلام، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1975، ص153. [2] سعيد إسماعيل علي: أصول التربية الإسلامية، دار الثقافة للطباعة والنشر، القاهرة، 1987, ص22.
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 17