responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية المؤلف : مرسي، محمد منير    الجزء : 1  صفحة : 357
وعلاجها. وهناك اشتراك كبير في المعنى بينه وبين كلام الماوردي.
اختيار الإخوان قبل اصطفائهم:
يقول الماوردي تحت هذا العنوان على المرء أن يكتشف أخلاق إخوانه ويعرف أحوالهم قبل اصطفائهم وإخائهم لقول الحكماء "اسبر أي اختبر تخبر". ويجب ألا تدفع المرء وحدته على الإقدام قبل الخبرة، ولا حسن الظن على الاغترار بالتصنع، فإن الملق مصايد العقول، والنفاق تدليس الفطن. وهما سجيتا المتصنع. ولذلك قالت الحكماء "اعرف الرجل من فعله لا من كلامه واعرف محبته من عينه لا من لسانه". وقد قال الشاعر في هذا المعنى:
كم من أخ لك ليس تنكره ... ما دامت في دنياك في يسر
متصنع لك في مودته ... يلقاك بالترحيب والبشر
فإذا عدا، والدهر ذو غير ... دهر عليك عدا مع الدهر
فارفض باجمال مودة من ... يقلي المقل ويعشق المثرى
وعليك من حالاه واحدة ... في العسر إما كنت واليسر
ويقول الماوردي إن الإنسان موسوم بسيماء من قارب ومنسوب إليه أفاعيل من صاحب. وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما من شيء أدل على شيء، ولا الدخان على النار، من الصاحب على الصاحب"، وقال بعض الحكماء "اعرف أخاك بأخيه قبلك". وقال عدي بن زيد في هذا المعنى
عن المرء لا تسأل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ... ولا تصحب الأردي فتردى مع الردي
وقال بعض الأدباء لا تثق بالصديق قبل الخبرة. وقال الشاعر:
لا تحمدن امرأ حتى تجربه ... ولا تدمنه من غير تجريب
فحمدك المرء ما لم تبله خطأ ... وذمه بعد حمد شر تكذيب
ويجب ألا يغتر المرء بالمظاهر الخداعة. فقد يكون جمال الوجه أو البسمة

اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية المؤلف : مرسي، محمد منير    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست