responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 26
ورضا وغضب, واستحسان وستهجان؛ إذ لو سار على أن يكاشف الناس بكل ما يعرض له من هذه الشؤون في كل وقت وعلى أي حال- لاختل الاجتماع, ولانقبضت الأيدي عن التعاون, ولشاعت البغضاء بين الناس؛ فكان من حكمة الله في خلقه أن هيأ الإنسان لأدب يتحامى به ما يحدث تقاطعا, أو يدعو إلى تخاذل؛ ذلك هو أدب المداراة؛ فهو مما يزرع المودة, ويجمع القلوب والمتنافرة.
هـ- من المداراة أن يلقى الواعظ موعظة أمام ذي يد باطشة, فيمنحه جبينا طلقا, ويتجنب في حديثه ما يثير ذلك الباطش.
وهذا محمد قول أبو درداء –رضي الله عنه: "إنا ليكشر في وجوه أقوام, وإن قلوبنا لتلعنهم".1
وفي هذا الأثر شاهد على أن التبسم في وجه الظالم؛ اتقاء بأسه ضرب من المداراة ولا يتعداه إلى أن يكون مداهنة.
و المداراة ترجع إلى ذكاء الشخص وحكمته؛ فهو الذي يراعي في مقدارها وطريقتها ما ينبغي أن يكون؛ ذلك أن لأسباب العداوة مدخلا في تفاوت مقادير المداراة, واختلاف طرقها.
ز- المداراة يبتغى بها تأليف الناس في حدود ما ينبغي؛ فلا يبعدك عنها

1 - أخرجه البخاري في صحيح معلقا في كتاب الأدب "باب المداراة مع الناس" بصيغة التمريض حيث قال "ويذكر عن أبي الدرداء....."
وله طرق أخرجها الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق 5/102 وفي كل منها مقال, ولعل بعضها يشد بعضا, فيكون السند حسنا لغيره.
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست