responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 23
[1]- المداراة ترجع إلى حسن اللقاء وطيب الكلام, والتودد للناس, وتجنب ما يشعر بغضب أو سخط. كل ذلك من غير ثلم للدين في جهة من الجهات.
قال ابن بطال-رحمه الله- "المداراة من أخلاق المؤمنين, وهي خفض الجناح للناس, وترك الإغلاظ لهم في القول, وذلك أقوى أسباب الألفة".1
ب- من المداراة أن يلاقيك ذو لسان, أو قلم عرف بنهش الأعراض, ولمز الأبرياء, فتطلق له جبينك, وتحييه في حفاوة؛ لعلك تحمي جانبك من قذفه, أو تجعل لدغاته خفيفة الوقع على عرضك.
جاء في الصحيحين عن عروة عن عائشة- رضي الله عنها-أن رجلا استأذن على النبي- صلى الله عليه وسلم- فلما رآه قال: "بئس أخو العشيرة, وبئس ابن العشيرة".
فلما جلس تطلق النبي- صلى الله عليه وسلم- في وجهه, وانبسط إليه, فلما انطلق قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرجل قلت له: كذا وكذا, ثم تطلقت في وجهه, وانبسطت إليه؟
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة! متى عهد تني فحاشا؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس؛ اتقاء شره"
وفي رواية "من تركه الناس, أو ودعه الناس؛ اتقاء فحشه". 2
فلقاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لهذا الرجل المعروف بالبذاء من قبيل المداراة؛ لأنه لم يزد على أن لاقه بوجه طلق, أو رفق به في الخطاب.
وقد سبق إلى ذهن عائشة- رضي الله عنها- أن الذي بلغ أن يقال فيه "بئس

[1] - فتح البارس 10/545.
2 - البخاري "6032" و "6054"و"6131,ومسلم "2591".
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست