responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 22
خارج عنها يحتاج إلى صفاء فطرة, أو تربية تساس بها النفس شيئا فشيئا.
وكثيرا ما يتشابه على الرجل لأول النظر أمور؛ فلا يدري أهي داخلة في الفضيلة, أم هي خارجة عن حدودها؟
وربما سبق ظنه إلى غير صواب؛ فيخال ما هو من قبيل المكروه فضيلة فيرتكبه, أو يمدح غيره عليه.
وهذا الشأن يجري في كثير من الأخلاق ومن ذلك-كما مر- خلق المداراة؛
إذ يشتبه بالمداهنة مع أنه يمتاز عنه امتياز الصبح من الدجى.1
وبما أن الحديث عن الموعظة وآدابها, وبما أن المدارة خلق فاضل محتاجه العاقل في حياته, وأن المداهنة خلق دنيء يزري بصاحبه, وينزل به إلى درك وسقوط- فإن معرفة المدارة وتمييزها عن المداهنة من الأهمية بمكان؛ حتى يسلك العاقل طريق المدارة, وينأى بنفسه عن المداهنة.
ولا ريب أن الواعظ من أحوج الناس إلى ذلك؛ إذ هو يلاقي الناس, ويخالطهم, ويعرض عقله كثيرا أمامهم؛ فهو محتاج إلى مدارة الناس عموما, ومدارة زمانه, ومدارة مخالفية.
"بعض معالم المدارة":
ومما يمكن أن يميز به بين هذين الخلقين أن بذكر بعض المعالم لكل منهما, وهذه- أولا- بعض معالم المداراة.

1 - انظر رسائل الإصلاح للشيخ محمد الخضر حسين 1/124.
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست