responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 21
له, فعدل عنه إلى صنف أسفل منه أو أبلى0- قبح به الحال, وكره له؛ لأن بذاذة اللباس, ورتته مما بقذفها العيون, وتنشرز عنها الطباع, فتلقي بصاحبها إلى الهوان, والالتفات إليه بألحاظ الازدراء.
وهذه الحال لا تليق بالواعظ؛ إذا هو صاحب حق, وداعية هدى؛ فلا يحسن به أن يخذل الحق الذي يحمله, والهدى الذي يدعو إليه.
وأما الخروج عن المعتاد, والتطلع إلى ماهو أنفس وأغلى فمرفوض-كما مر- قال المعري:
وإن كان في لبس الفتى شرف له ... فما السيف إلا غمده والحمائل1
بل تجد أكثر الناس يستخفون بمن يتعدى طور أمثاله في ملبسه, ويعدونه سفها في العقل, وطيشا مع الهوى.2
قال الخطيب البغدادي-رحمه الله-: "وكما يكره لبس أدون الثياب فكذلك يكره لبس أرفعها؛ خوفا من الاشتهار بها, وأن تسمو إليه الأبصار فيها"3
6- استعمال المداراة والبعد عن المداهنة: فالمداراة من أخلاق المؤمنين والمداهنة من صفات المنافقين, والواعظ يحتاج إلى الأخذ بالأولى, والبعد عن الثانية.
وكثيرا ما يشتبه عند كثير من الناس هذان خلقان؛ ذلكم أن حدود الفضائل تقع بمقربه من أخلاق مكروهة.
وهذه الحدود في نفسها واضحة جلية, إلا أن تمييز ما يدخل فيها مما هو

1 - شرح ديوان سقط الزند للمعري ص 57.
2 - انظر مناهج الشرف للشيخ محمد الخضر حسين ص 50-51.
3 - الجامع لأخلاق الراوي وأداب السامع للخطيب البغدادي ص 372.
اسم الکتاب : أدب الموعظة المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست