responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 171
السلف وكذلك من سلك مسلك الزهد والعبادة إذا بلغه سير زهاد السلف وعبادتهم، ومن والى الناس وساسهم إذا رأى سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز ونحوهما، فهذا كله يبين له عظمة قدر هؤلاء وأنهم كانوا أئمة في هذه الأمور وفيما يصلح ويجب من ذلك، ويعلم كل أحد الفرق بين سيرة العمرين وسيرة الحجاج [1]، والمختار بن أبي عبيد [2] ونحوهما بل يعلم الفرق بين سيرة بني أمية وبني العباس وبين سيرة بني بويه وبني عبيد وأمثال ذلك، كذلك يعلم الفرق بين نبينا محمد وموسى وعيسى عليهم السلام وبين مسيلمة والأسود العنسي وأمثالهما بأدنى تأمل، وهذه الطريق ينقسم الناس فيها إلى عام وخاص بسبب علمهم بالخير والشر والصدق والكذب ونحو ذلك، وهذه تفيد العلم القطعي بأن الأنبياء أكمل الخلق وأفضلهم وأنه لا يصلح لأحد أن يعارضهم برأيه ولا يخالفهم بهواه لكن لا يفيد العلم بحقيقة النبوة إلا أن يعترف أن النبي أعلم منه فلا يمكنه أن يقول هو أعلم منه فكل من حصل له من المخاطبات ومن المشاهدات ما يحصل للأولياء فإنه يعلم أن الذي للأنبياء فوق الذي له من ذلك كعمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه قد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إنه قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر» [3].

- يدرك شأوه فيه. مات سنة ثمانين ومائة وعاش اثنين وثلاثين سنة وقيل نحو الأربعين.
انظر ترجمته في السير (8/ 351) والبداية والنهاية (1/ 176 - 177) وشذرات الذهب (1/ 252) والعبر (1/ 278، 350، 448).
[1] هو الحجاج بن يوسف الثقفي، قال الإمام الذهبي في السير (4/ 343): أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوما جبارا ناصبا خبيثا سفاكا للدماء، وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن. قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبّه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان.
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء.
وانظر ترجمته أيضا في البداية والنهاية (9/ 117)، وتهذيب التهذيب (2/ 210) ولسان الميزان (2/ 180).
[2] هو المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، وهو كذاب ثقيف الذي ادعى أنه يعلم الغيب وأن الوحي يأتيه قبحه الله.
انظر ترجمته في السير (3/ 538) والبداية والنهاية (8/ 298) وشذرات الذهب (1/ 74، 75) وتاريخ الإسلام (2/ 377 و3/ 70).
[3] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2398) والترمذي في سننه برقم (3693) من حديث عائشة رضي الله عنها.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الأصفهانية المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست