اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 583
قول الجهمية والمرجئة في الإيمان
وقالت الجهمية والمرجئة[1]: بل الأعمال ليست من الإيمان، لكنّه شيئان، أو ثلاثة يتفق فيها جميع الناس: التصديق بالقلب، والقول باللسان، أو المحبة، والخضوع مع ذلك.
وقالت الجهمية والأشعرية والكرامية[2]: بل ليس إلا شيئاً واحداً يتماثل فيه الناس.
أصل غلط أهل البدع في الإيمان ظنهم أن الناس يتماثلون فيه
وهؤلاء الطوائف أصل غلطهم[3]: ظنّهم أن الإيمان يتماثل فيه الناس، وأنّه إذا ذهب بعضه، ذهب كلّه. وكلا الأمرين غلطٌ؛ فإن الناس لا يتماثلون؛ لا فيما وجب منه، ولا فيما يقع منهم، بل الإيمان الذي وجب على بعض الناس قد لا يكون مثل الذي يجب على غيره؛ كما كان [الإيمان بمكة لم يكن الواجب منه كالواجب بالمدينة، ولا كان في آخر الأمر كما كان] [4] في أوله.
ولا يجب على أهل الضعف والعجز من الإيمان، ما يجب على أهل القوة والقدرة في العقول والأبدان[5].
بل أهل العلم بالقرآن، والسنّة، ومعاني ذلك يجب عليهم من تفصيل الإيمان ما لا يجب على من لم يعرف ما عرفوا. وأهل الجهاد يجب عليهم من الإيمان في تفصيل الجهاد ما لا يجب على غيرهم. وكذلك ولاة الأمر، [1] انظر: مجموع الفتاوى 7141، 143، 154، 508، 509. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - 2574-575. [2] انظر: مجموع الفتاوى 7508-509، 582. [3] وقد استوفى الشيخ رحمه الله الردّ عليهم، وتبيين غلطهم. انظر: مجموع الفتاوى 7511-513. [4] ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) . [5] انظر: مجموع الفتاوى 7519. وشرح الأصفهانية - ت السعوي - 2577-578.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 583