اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 489
وهذا لا ضابط له؛ فإنّ ما يعجز عنه قوم دون قوم لا ينضبط. ولكنّ هذا يُفسد قول مَنْ فسّرها بخرق العادة[1]؛ فإن العادات تختلف.
وقد ذكروا[2] هذا، وقالوا: المعجزة عند كل قوم ما كان خرقاً لعادتهم[3]. وقالوا: يُشترط أن تكون [خارقة] [4] لعادة من دعاهم، وإن كان معتاداً لغيرهم. [وقالوا: إذا] [5] كان المدّعي كذّاباً؛ فإن الله [يُقيّض] [6] له من يعارضه من أهل تلك الصناعة، أو يمنعه من القدرة عليها[7].
وهذا وجه ثان يدل على فساد ما أصّلوه[8]؛ هم، والمعتزلة[9]. [1] وهم الأشاعرة. انظر من كتبهم: الإرشاد للجويني ص 309. وأصول الدين لعبد القاهر البغدادي ص 170. والمواقف في علم الكلام للإيجي ص 339. [2] يقصد المعتزلة والأشاعرة. [3] انظر: البيان للباقلاني ص45. والإرشاد للجويني ص309. وأصول الدين للبغدادي ص 170. والمواقف في علم الكلام للإيجي ص 339. وشرح الأصول الخمسة ص 571. [4] في ((خ)) رسمت على شكل: خانقة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [5] ما بين المعقوفتين ملحق في هامش ((خ)) . [6] في ((خ)) : يقتض. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [7] انظر: البيان للباقلاني ص 94-95، 105. وشرح الأصول الخمسة لعبد الجبار ص 570-572. [8] يقصد الأشاعرة. [9] يوضّح رحمه الله أنّ كلاً من الأشاعرة والمعتزلة أصّلوا أصلاً في إثبات النبوة؛ وهو المعجزة؛ فقالوا: "إنّ النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة. ثمّ إنّ المعتزلة التزموا لأجل ذلك نفي الكرامات، وحقيقة السحر والكهانة لأجل أن لا يحصل التباس بينها وبين المعجزات. والأشاعرة التزموا لأجل ذلك أنّه لا فرق بين المعجزة والكرامة والسحر إلا دعوى النبوة وعدم المعارضة.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 489