اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 488
ثم هنا يلزمهم شيء آخر؛ وهو أنه: لِمَ قلتم أنّ المعجز الذي يُدَلّ به على صدق الأنبياء، ما ذكرتموه؛ من مجرد كونه خارقاً مع الدعوى وعدم المعارضة[1]؛ فإن هذا يُقال: إنه باطل من وجوه:
أحدها: أنه إذا كان ما يأتي به النبي يأتي به الساحر والكاهن، لكان أولئك[2] يعارَضون، وهذا[3] لا يعارَض؛ فالاعتبار إذن بعدم المعارضة. فقولوا: كلّ من ادّعى النبوة، [وقال] [4]: معجزتي أن لا يدعيها غيري، فهو صادق. أو: لا يقدر غيري على دعواها، فهو صادق، أو: أفعل أمراً معتاداً؛ من الأكل، والشرب، واللباس، ومعجزتي: أن لا يفعله غيري، أو: لا يقدر غيري على فعله، فهو صادق.
فالتزموا هذا، وقالوا: المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد[5]. وعلى هذا: فلو قال الرسول: [معجزتي] [6] [أن] [7] أركب الحمار، أو الفرس، أو آكل هذا الطعام، أو ألبس هذا الثوب، أو أعدوَ[8] إلى ذلك المكان، وأمثال ذلك. وغيره لا يقدر على ذلك؛ كان هذا آية [دعواه] [9]. [1] انظر قولهم في: الإرشاد ص 312-313. وفي شرح المقاصد 5/11؛ عند تعريف المعجزة. [2] يعني السحرة، والكهنة. [3] النبيّ. [4] في ((خ)) : وقالوا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [5] انظر: البيان للباقلاني ص 16-17، 19-20. والإرشاد للجويني ص 308-309. [6] في ((خ)) : معجزة. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [7] في ((م)) ، و ((ط)) : أني. [8] في ((خ)) أعدوا بزيادة الألف. [9] في ((خ)) : ادعوه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 488