اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 487
قالوا: وخوارق الأنبياء يظهر مثلها على يد الساحر، والكاهن، والصالح، ولا يدل على النبوة؛ لأنه لم يدّعها. قالوا: ولو ادعى النبوة أحدٌ من أهل هذه الخوارق، مع كذبه، لم يكن بُدٌ من أنّ الله يعجزه عنها؛ فلا يخلقها على يده، أو يُقيّض له من يعارضه، فتبطل حجّته[1].
مناقشة شيخ الإسلام للأشاعرة في تعريف المعجزة
وإذا قيل لهم: لم قلتم: إنّ الله لا بدّ أن يفعل هذا [أو] [2] هذا؛ وعندكم يجوز عليه كل شيء؟ ولا يجب عليه فعل شيء؟ ولا يجب منه فعل شيء؟
قالوا: لأنّه لو لم يمنعه من ذلك، أو يعارضه بآخر، [لكان] [3] قد أتى بمثل ما يأتي به النبيّ الصادق؛ فتبطل دلالة آيات الأنبياء[4].
فإذا قيل لهم: وعلى أصلكم يجوز أنه [يبطل] [5] دلالتها، وعندكم يجوز عليه فعل كل شيء؟ أجابوا بالوجهين المتقدمين: إما لزوم أنه ليس بقادر، أو أنّ الدلالة [معلومة] [6] بالاضطرار، وقد عرف ضعفهما. [1] انظر: البيان للباقلاني ص 94-95، 100.
وقد توسّع شيخ الإسلام رحمه الله في هذه القضيّة، وناقشها في أوّل هذا الكتاب. راجع ص 267-271. [2] في ((م)) ، و ((ط)) : و. [3] في ((خ)) : لكن. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [4] انظر: البيان للباقلاني ص 98، 105-106. والإرشاد للجويني ص 326-327. وأصول الدين للبغدادي ص 173. وشرح المقاصد للتفتازاني 5/182. وأعلام النبوة للماوردي ص 62. [5] في ((خ)) : تبطل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) . [6] ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 487