responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 490
المعجزة عند الأشاعرة دعوى النبوة وعدم المعارضة وليست الآية بجنسها معجزة
الوجه الثالث: أنّ المعارضة بالمثل: أن يأتي بحجةٍ مثلَ حجّة النبيّ. وحجّته عندهم: مجموع دعوى النبوة، والإثبات بالخارق. فيلزم على هذا أن تكون المعارضة بأن يدعي غيره[1] النبوة، ويأتي بالخارق.
وعلى هذا فليست معارضة الرسول بأن يأتوا بالقرآن، أو عشر سور، أو سورة. [بل] [2] أن يدعي أحدهم النبوة، ويفعل ذلك[3]. وهذا خلاف العقل والنقل. ولو قال الرسول لقريش: لا يقدر أحدٌ منكم أن يدّعي النبوة، ويأتي بمثل القرآن وهذا هو الآية. وإلا فمجرّد تلاوة القرآن ليس آية. بل قد يقرأه المتعلّم له، فلا تكون آية؛ لأنّه لم يدّع النبوّة. ولو ادّعاها، لكان الله [ينسيه] [4] إياه، أو يُقيّض له من يعارضه[5]؛ كما ذكرتم[6] لكانت قريش، وسائر [العقلاء] [7] يعلمون أنّ هذا باطلٌ.
الكاذب لابد أن يتناقض
الرابع: أنه إذا كان اعتمادكم على عدم المعارضة، فقولوا ما قاله غيركم؛ وهو: أنّ آية سلامة ما يقوله من التناقض وأنّ كلّ من ادّعى النبوة، وكان كاذباً، فلا بُدّ أن يتناقض، أو يُقيّض الله له من يقول مثل ما قال. وأما السلامة من التناقض من غير دعوى النبوة فليست دليلاً. فهذا خيرٌ من قولكم؛ فإنه قد علم أنّ كلّ ما جاء من عند غير الله، فإنه لا بد أن يختلف

[1] في ((ط)) : غيرة.
[2] في ((ط)) : مثل.
[3] يعني: يأتي بالقرآن، أو عشر سور، أو سورة.
[4] في ((خ)) : ينشيه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
[5] انظر: البيان للباقلاني ص 99.
[6] الكلام من قوله: "وهذا هو الآية ... ) إلى هنا جملة اعتراضية. وما سيأتي هو جواب الشرط المتقدّم.
[7] في ((م)) ، و ((ط)) : العلماء.
اسم الکتاب : النبوات المؤلف : ابن تيمية    الجزء : 1  صفحة : 490
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست