اسم الکتاب : اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 402
وقد يتردد العلماء في بعض فروع هذه القاعدة؛ لتعارض الأدلة فيها، أو لعدم اعتقاد بعضهم اندراجه في هذه القاعدة، مثل ما نقله الأثرم [1] قال: سمعت أبا عبد الله يسأل عن لبس الحرير في الحرب؟ فقال: " أرجو أن لا يكون به بأس " [2] .
قال: وسمعت أبا عبد الله يسأل عن المنطقة والحلية فيها؟ فقال: " أما المنطقة فقد كرهها قوم، يقولون: من [3] زي العجم [4] وكانوا يحتجزون العمائم ". وهذا إنما علق القول فيه؛ لأن في المنطقة منفعة عارضت ما فيها من التشبه، ونقل عن بعض السلف أنه كان يتمنطق [5] فلهذا حكى الكلام عن غيره وأمسك. ومثل هذا: هل يجعل قولا له إذا سئل عن مسألة فحكى فيها جواب غيره ولم يردفه بموافقة ولا مخالفة؟ فيه لأصحابه وجهان:
أحدهما: نعم؛ لأنه لولا موافقته له [6] لما لكان قد أجاب السائل [7] لأنه إنما سأله عن قوله، ولم يسأله أن يحكي له مذاهب [8] الناس. [1] هو: أحمد بن محمد بن هانئ الطائي - ويقال: الكلبي- الأثرم، الإسكافي، من أصحاب الإمام أحمد الذين رووا عنه، ونقل مسائل كثيرة، وصنفها ورتبها أبوابا، وكان عالما حافظا جليل القدر، ثقة. توفي سنة (273 هـ) .
انظر: طبقات الحنابلة (1 / 66 - 74) ، ترجمة رقم (57) ؛ وتقريب التهذيب (1 / 25) ، (ت 117) . [2] انظر: المغني والشرح الكبير (1 / 627) في المغني. [3] في المطبوعة: هي زي الأعاجم. [4] في (ج د) والمطبوعة: الأعاجم. [5] في (أط) : يتنطق. [6] في المطبوعة: لكان. [7] في المطبوعة زاد: بغيره. بعد: السائل. [8] في المطبوعة: مذهب.
اسم الکتاب : اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 402