اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 111
وتسميته, ويبلغ سرور أهله فيه لئلَّا يروا أنه تأذّى ببوله, فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده[1].
كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع, وأمها زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي صبية فيصلي بها, وهي على عاتقه يضعها إذا ركع, ويعيدها إذا قام, حتى قضى صلاته بعد ذلك بها[2].
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلاطف الصغار ويداعبهم؛ ليدخل على نفوسهم البهجة, كما كان يشفق عليهم غاية الشفقة.
رُوِيَ عن أنس بن مالك قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخالطنا حتى يقول لاخٍ لي صغير: "يا أبا عمير: ما فعل النغير؟ " [3], وروي أيضًا عن أنس -رضي الله عنه, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع صوت صببي وهو في الصلاة, فظننا أنه خفَّفَ الصلاة رحمة للصبي من أجل أن أمه كانت في الصلاة[4].
ورأى الأقرع بن حابس النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يُقَبِّلُ ولده الحسن، فقال: "إن لي عشرةً من الولد ما قَبَّلْتُ واحدًا منهم، فقال -عليه الصلاة والسلام: "من لا يرحم لا يرحم" , وقالت عائشة -رضي الله عنها: قال صلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم يومًا: "اغسلي وجه أسامة, فجعلت أغسله وأنا أنفة, فضرب يدي, ثم أخذه فغسل وجهه"[5]. [1] الغزالي: إحياء علوم الدين, ج2/ 194. [2] النسائي: سنن النسائي، ج2/ 46, باب إدخال الصبيان المساجد, طبعة دار القلم, بيروت, لبنان. [3] البخاري: الأدب المفرد, ص83، مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز, القاهرة 1979م. [4] ابن أبي الدنيا: كتاب العيال، بتحقيق مسعد عبد الحميد السعدني، مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع, القاهرة 1994, ص54. [5] الغزالي: إحياء علوم الدين, ج2/ 218, باب حقوق الوالدين والولد.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 111