اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 112
مداعبة الأطفال واللعب معهم:
إن من أهم أبواب التربية الإسلامية التلطف بالأولاد ومجاراتهم في لعبهم ومداعبتهم، لإدخال الفرحة والسرور على نفوس الأطفال، إذ اللعب يفيد في تنشئة الصبيّ على الثقة بنفسه, والتعبير عن ذاتيته, وإظهار مهارته، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشجع على هذا الأمر، فقد روي عن أبي هريرة أنه قال: كان الحسن والحسين يصطرعان، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هي حسن هي حسن" فقالت فاطمة: لم تقول هي حسن؟ قال -صلى الله عليه سلم: إن جبريل يقول: "هي حسين"[1]. كما كان الحسن والحسين يركبان فوق ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولان: حَلْ حَلْ، ويقول النبي -صلى الله عليه سلم: " نِعْمَ البعير بعيركما"[2] وأثر عن إبراهيم النخعي[3] قوله: كانا يرخصون للصبيان في اللعب كله إلّا اللعب بالكلاب.
كما أثر عن هشام بين يحيى الغساني عن أبيه أنه قال: لا تحزنوا بنيّ, إن الفرحة تشيب الصبي. [1] ابن أبي الدنيا: كتاب الدنيا، حديث رقم 589، ص132. [2] المصدر السابق، حديث رقم 599، وربما كانت كلمة: حالو يا حالو, التي يقولها أطفالنا في العيد من كلمة حل التي تقال للإبل. [3] إبراهيم بن يزيد النخعي, عالم الكوفة ومفتيها هو والشعبي في زمانهما, ت96.
وتعثَّر الحسن والنبي -صلى الله عليه سلم- على منبره, فنزل فحمله, وقرأ قوله تعالى: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} 1. وقال عبد الله بن شداد: "بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر، فقال:"إن ابني قد ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" 2.
وفي ذلك معنًى عظيم للرفق بالولد وتعليم لأمته.
1، 2 المصدر السابق نفسه, ص218.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 112