اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 110
التلطف بالصبيان:
التلطف بالصبيان من عادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكان إذا قدم من سفرٍ يتلقاه الصبيان, فيقف عليهم, ثم يأمر بهم فيرمغون إليه, فيرفع منهم بين يديه ومن خلفه, ويأمر أصحابه أن يحملوا بعضهم" فربما تفاخر الصبيان بعد ذلك فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله -صلى الله عليه سلم- بين يديه وحملك أنت وراءه، ويقول بعضهم: أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم، وكان يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبكرة وليسميه, فيأخذه فيضعه في حجره, فربما بال الصبي فيصيح به بعض من يراه فيقول: لا تزرموا الصبي بوله, فيدعه حتى يقضي بوله, ثم يفرغ من دعائه له
فراش المبيت, وكذا بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم في أماكن النوم.
وإذا بلغ الطفل أربع سنين عودناه ألا يدخل بيتًا, وألا يفتح بابًا حتى يستأذن, فإن أذن له دخل, وإلّا فليرجع, كما علينا أن نحفظهم قدرًا من سور القرآن الكريم لتصح بقراءتها صلواتهم, وتستقيم بتلاوتها ألسنتهم, وتسلم بالعمل بما فيه آخرتهم, وحتى تتفجر في قلوبهم ينابيع الإيمان واليقين -وترتاح نفوسهم إلى العمل بشريعة خاتم المرسلين, وتمتزج أرواحهم بهداية القرآن الكريم، فإن الصغير إذا بدأ في حفظ القرآن الكريم ومعرفة تعاليم الدين- اتطلت هذه التعاليم بشخصيته كلما نما وبلغ مبلغ الرجال, فتمتد البواعث الدينية في نفسه مع البواعث الشخصية على مدى الزمن.
إننا في سباق مع الإلحاد, فإذا لم نحط أولادنا من الآن بسياجٍ من الإيمان والقرآن, فنحن إذن معشر الآباء أساس الداء, مصدر الوباء, ومبعث البلاء, ولا عذر لنا يوم البعث العظيم, يوم يقوم الناس لرب العالمين[1]. [1] المصدر السابق ص33.
اسم الکتاب : من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي المؤلف : كمال الدين عبد الغني المرسي الجزء : 1 صفحة : 110