responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 253
والدلالة والعلم بوجوب الرب الخالق منهما سواء،
فقد كابر وخالف ما هو معلوم من الشرع والعقل، فقد قال الله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [1].
وأين الدلالة في خلق العالم العلوي والسفلي إلى خلق البقة والبعوضة؟ فكيف يسمح لعاقل عقله أن يسوي بينهما، ويجعل الدلالة من هذا كالدلالة من الآخر؟ [2].
الوجه الثاني: أن الله سبحانه إنما يذكر للدلالة عليه أظهر المخلوقات للحس والعقل، وأبينها دلالة، وأعجبها صنعة، كالسماء والأرض والشمس والقمر، والجبال، والإبل ونحو ذلك، ولا يدعو عباده إلى التفكر في القمل والبراغيث والبعوضة ونحوها، وإنما يذكر من ذلك في سياق ضرب الأمثال مبالغة في الاحتقار والضعف كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [3]، وما في معناها من الآيات.
الوجه الثالث: أو قوله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً} لا يختص بالسماوات والأرض، بمعنى أن الله لا يخلق شيئاً باطلاً، سواء أكان هذا الخلق هو السماوات والأرض أو غيره، وذلك لدلالة قوله: {سُبْحَانَكَ} وهي بمعنى تنزيه الله أن يخلق شيئاً باطلاً[4].
فعلم من ذلك أن التشريف الذي ادعاه الرازي لا يختص بالسماوات والأرض، بل هو في جميع المخلوقات، فإن كان هذا التشريف دالاً على

[1] سورة غافر، الآية:57.
[2] انظر: "مفتاح دار السعادة": (2/198-199) .
[3] انظر: المصدر نفسه: (2/199) ، والآية (26) من سورة البقرة.
[4] انظر: "تفسير ابن كثير": (1/439) .
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست