responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 252
من خلقكم، فكيف يعجزه خلقكم بعد ما تموتون، ونظير هذا قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ [1]} ، فهذا استدلال بشمول القدرة للنوعين، وأنها صالحة لهما، فلا يجوز أن تثبت تعلقهما بأحد المقدورين دون الآخر.
فهذا هو المقصود من الآية، ولم يتعرض فيها لأحكام النجوم بوجه قط، ولا لتأثير الكواكب، ولا لتعظيمها[2].
الشق الثاني: ويشتمل على أمرين:
الأمر الأول: استدلالهم بقوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [3]، وقولهم: إن الله لم يخلق السماوات والأرض ليستدل بهما على وجود الصانع، لأن هذا القدر موجود في تركيب البقة والبعوضة، بل وجود الحياة في الحيوانات أبلغ في الدلالة على الصانع، لأن الحياة لا يقدر على إيجادها أحد إلا الله، فدل ذلك على أن في خلقها أسراراً عالية، وحكماً بالغة، لذلك خصها الله بالتشريف بقوله: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً} .
والرد عليهم من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: لا ريب أن خلق السموات والأرض من أعظم الأدلة على وجود فاطرهما وكمال قدرته وعلمه وحكمته، وانفراده بالربوبية والوحدانية، ومن سوى بين ذلك وبين البقة والبعوضة، وجعل العبرة

[1] سورة يس، الآية: 81.
[2] انظر: "تفسير الطبري": (24/77) ، و"مفتاح دار السعادة": (2/198) ، و"تفسير ابن كثير": (4/85) .
[3] سورة آل عمران، الآية: 191.
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست