responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 254
أسرار عالية، وحكم بليغة لزمه إجراء ذلك على جميع ما في الكون، وإن انتفى ذلك انتفى استدلالهم.
أما الأمر الثاني: وهو استدلالهم بقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً} [1]، وقولهم: لا يمكن أن يكون الله تعالى خلقها للاستدلال بها على الصانع لأن افتقارها إلى الصانع أمر ظاهر، وما كان كذلك لم يكن سبب الفعل والجعل، لذلك لا يمكن حمل الآية على ذلك، فوجب حملها على دلالتها على الأسرار الجليلة والحكم البليغة، والجواب عليه من وجهين:
الوجه الأول: أن هذه الآية من أقوى الأدلة وأبينها على بطلان قول المنجمين والدهرية الذين يسندون جميع ما في العالم من الخير والشر إلى النجوم وحركاتها واتصالاتها، وأن ادعاءهم أن لهذه الكواكب تصرفاً في هذا الكون، أو أنها مشاركة لله في علم الغيب، وإحالة حوادث العالم على حركات الكواكب وادعاء أن هذا العالم خلق عبثاً، وترك سدى، وخلي هملاً هو الباطل الذي نفاه الله عن نفسه في هذه الآية، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [2].
الوجه الثاني: أنه قوله لا يمكن أن يقال: المراد أنه خلقها على وجه يمكن الاستدلال بها على الصانع الحكيم ... إلى آخر قوله مبني على أصل فاسد يكرره الرازي في كتبه وهو أن الذوات ليست بمجعولة للدلالة

[1] سورة ص، الآية:27.
[2] انظر: "مفتاح دار السعادة": (2/200-201) ، والآيتان (115-116) من سورة المؤمنون.
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست