اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 232
بالكوفة وتتبع قتلة الحسين يقتلهم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يكون في ثقيف كذاب ومبير" [1] . فكان أحدهما المختار كذب على الله وادعى أن الوحي يأتيه، والآخر: الحجاج) [2] .
فالمختار صاحب بدعة مكفرة، وأبوعبد الله الجدلي ممن حمل السيف للدفاع عنه، وفي هذا ما يثلم العدالة. ولكن لما جاء توثيق أبي عبد الله الجدلي من قبل إمامين ثبتين هما يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل أضحى من غير اللائق الطعن في عدالة الجدلي، لاسيما وأن هناك احتمالاً قويًا بأن يكون قد تأول فيما عمل، ولم يعلم بحقيقة المختار بن أبي عبيد الثقفي، إنما أظهر الخروج لأخذه بثأر الحسين بن علي رضي الله عنهما، والانتصار له من قتلته، وقد طعن أبومحمد بن حزم في أبي الطفيل [3] ، ورد روايته بكونه كان صاحب راية المختار أيضًا، مع أن أبا الطفيل كان من الصحابة، ولكن لم يكونوا يعلمون ما في نفس المختار وما يسره، فرد رواية الصاحب والتابع الثقة بذلك باطل) [4] .
وقال ابن حجر في شان أبي الطفيل وأبي عبد الله وموالاتهما للمختار: (ولا يقدح ذلك فيهما إن شاء الله) [5] فالقول بتوثيق الجدلي هو المترجح إن شاء الله، لاسيما وأن المتقدمين لم يذكروه في كتب الضعفاء كالبخاري والنسائي، والعقيلي، وابن عدي، وقد صحح حديثه الترمذي [6] وابن حبان [7] ، والحاكم [8] ، [1] انظر صحيح مسلم (4/1971) . [2] تاريخ الإسلام للذهبي (5/226) "حوادث 61 - 80هـ". [3] هو عامر بن وائلة الليثي، ولد عام أحد، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، مات سنة عشر ومائة، وهو آخر الصحابة موتًا. انظرالتقريب (ص288) . [4] تهذيب سنن أبي داود لابن القيم (1/117) . [5] تهذيب التهذيب (12/149) . [6] سنن الترمذي (1/159/ [95] ) ، (4/369/ [2016] ) . [7] صحيح ابن حبان (2/311/ [1326] ، [1327] ، [1329] ) . [8] المستدرك للحاكم (3/121) .
اسم الکتاب : موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين المؤلف : الدريس، خالد الجزء : 1 صفحة : 232