responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 77
مِنَ الْعِصَامِ وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ لِيَمْنَعَ سَيَلَانَ الْمَاءِ قَوْلُهُ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ أَيْ فِي أَمْرِ سَرَائِرِهِمْ وَلَفْظَةُ عَلَى مُشْعِرَةٌ بِالْإِيجَابِ وَظَاهِرُهَا غَيْرُ مُرَادٍ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى اللَّامِ أَوْ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ أَيْ هُوَ كَالْوَاجِبِ عَلَى اللَّهِ فِي تَحَقُّقِ الْوُقُوعِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى قَبُولِ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْحُكْمِ بِمَا يَقْتَضِيهِ الظَّاهِرُ وَالِاكْتِفَاءُ فِي قَبُولِ الْإِيمَانِ بِالِاعْتِقَادِ الْجَازِمِ خِلَافًا لِمَنْ أَوْجَبَ تَعَلُّمَ الْأَدِلَّةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ وَيُؤْخَذُ مِنْهُ تَرْكُ تَكْفِيرِ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُقِرِّينَ بِالتَّوْحِيدِ الْمُلْتَزِمِينَ لِلشَّرَائِعِ وَقَبُولُ تَوْبَةِ الْكَافِرِ مِنْ كُفْرِهِ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ بَيْنَ كُفْرٍ ظَاهِرٍ أَوْ بَاطِنٍ فَإِنْ قِيلَ مُقْتَضَى الْحَدِيثِ قِتَالُ كُلِّ مَنِ امْتَنَعَ مِنَ التَّوْحِيدِ فَكَيْفَ تُرِكَ قِتَالُ مُؤَدِّي الْجِزْيَةِ وَالْمُعَاهَدِ فَالْجَوَابُ مِنْ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا دَعْوَى النَّسْخِ بِأَنْ يَكُونَ الْإِذْنُ بِأَخْذِ الْجِزْيَةِ وَالْمُعَاهَدَةِ مُتَأَخِّرًا عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ثَانِيهَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي خُصَّ مِنْهُ الْبَعْضُ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْأَمْرِ حُصُولُ الْمَطْلُوبِ فَإِذَا تَخَلَّفَ الْبَعْضُ لِدَلِيلٍ لَمْ يَقْدَحْ فِي الْعُمُومِ ثَالِثُهَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالنَّاسِ فِي قَوْلِهِ أُقَاتِلَ النَّاسَ أَيِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ النَّسَائِيِّ بِلَفْظِ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنْ قِيلَ إِذَا تَمَّ هَذَا فِي أَهْلِ الْجِزْيَةِ لَمْ يَتِمَّ فِي الْمُعَاهَدِينَ وَلَا فِيمَنْ مَنَعَ الْجِزْيَةَ أُجِيبَ بِأَنَّ الْمُمْتَنِعَ فِي تَرْكِ الْمُقَاتَلَةِ رَفْعُهَا لَا تَأْخِيرُهَا مُدَّةً كَمَا فِي الْهُدْنَةِ وَمُقَاتَلَةُ مَنِ امْتَنَعَ مِنْ أَدَاءِ الْجِزْيَةِ بِدَلِيلِ الْآيَةِ رَابِعُهَا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا التَّعْبِيرَ عَنْ إِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَإِذْعَانَ الْمُخَالِفِينَ فَيَحْصُلُ فِي بَعْضٍ بِالْقَتْلِ وَفِي بَعْضٍ بِالْجِزْيَةِ وَفِي بَعْضٍ بِالْمُعَاهَدَةِ خَامِسُهَا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْقِتَالِ هُوَ أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ جِزْيَةٍ أَوْ غَيْرِهَا سَادِسُهَا أَنْ يُقَالَ الْغَرَضُ مِنْ ضَرْبِ الْجِزْيَةِ اضْطِرَارُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَسَبَبُ السَّبَبِ سَبَبٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ حَتَّى يُسْلِمُوا أَوْ يَلْتَزِمُوا مَا يُؤَدِّيهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهَذَا أَحْسَنُ وَيَأْتِي فِيهِ مَا فِي الثَّالِثِ وَهُوَ آخر الاجوبه وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ قَالَ هُوَ مُضَافٌ حَتْمًا قَوْلُهُ إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ مُطَابَقَةُ الْآيَاتِ وَالْحَدِيثِ لِمَا تَرْجَمَ لَهُ بِالِاسْتِدْلَالِ بِالْمَجْمُوعِ عَلَى الْمَجْمُوعِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا دَالٌّ بِمُفْرَدِهِ عَلَى بَعْضِ الدَّعْوَى فَقَوْلُهُ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ عَامٌّ فِي الْأَعْمَالِ وَقَدْ نَقَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ قَوْلَهُ هُنَا تَعْمَلُونَ مَعْنَاهُ تُؤْمِنُونَ فَيَكُونُ خَاصًّا وَقَوْلُهُ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ خَاصٌّ بِعَمَلِ اللِّسَانِ عَلَى مَا نَقَلَ الْمُؤَلِّفُ وَقَوْلُهُ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ عَامٌّ أَيْضًا وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ إِيمَانٌ بِاللَّهِ فِي جَوَابِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ دَالٌّ عَلَى أَنَّ الِاعْتِقَادَ وَالنُّطْقَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَعْمَالِ فَإِنْ قِيلَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجِهَادَ وَالْحَجَّ لَيْسَا مِنَ الْإِيمَانِ لِمَا تَقْتَضِيهِ ثمَّ من الْمُغَايَرَةَ وَالتَّرْتِيبَ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِيمَانِ هُنَا التَّصْدِيقُ هَذِهِ حَقِيقَتُهُ وَالْإِيمَانُ كَمَا تَقَدَّمَ يُطْلَقُ عَلَى الْأَعْمَالِ الْبَدَنِيَّةِ لِأَنَّهَا مِنْ مُكَمِّلَاتِهِ قَوْلُهُ اورثتموها)

وثالثة وَسُكُون ثَانِيَة بَلْدَة مَعْرُوفَة وضبطها الْأصيلِيّ بِالْمدِّ وَحكى فِيهِ أَيْضا فتح الْمُوَحدَة قَوْله أذرح بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ رَاء مَضْمُومَة ثمَّ حاء مُهْملَة قَرْيَة بِالشَّام من أدانيه وَقيل هِيَ فلسطين قَوْله مذعنين أَي منقادين قَوْله وأذان من الله أَي إِعْلَام وَقَوله أذن صدق يصدق مَا يُقَال وَقَوله آذَنت لِرَبِّهَا أَي سَمِعت وَقَوله مَا أذن الله كأذنه بحركات أَي مَا اسْتمع كاستماعه وَقيل مَا أعلم إِعْلَامه وَقَوله آذني أَي أعلمني وَإِذ تَأذن أَي أعلم وَقَوله فَلم تؤذنوني أَي فَلم تعلموني وَقَوله آذناك أَي أعلمناك وَقَوله فآذنتكم أَي أعلمتكم قَوْله لَاها الله إِذا هُوَ قسم وَإِذا ظرف يتَعَلَّق بِهِ لَا بِالَّذِي بعده لِئَلَّا يخْتل الْكَلَام وَيَأْتِي الْكَلَام على دعوي الْخطابِيّ وَغَيره فِي أَن الْألف من إِذا زَائِدَة فِي الشَّرْح إِن شَاءَ الله تَعَالَى فصل ار قَوْله أرايت أَي اعلمني وَقَوله أَرَأَيْتكُم أَي أعلموني وَسَيَأْتِي تَوْجِيهه فِي حرف الرَّاء قَوْله أرب مَاله بِفَتْح الْألف الْمُوَحدَة بَينهمَا رَاء مَكْسُورَة وبفتح أَوله وثانيه وتنوين الْمُوَحدَة وَلأبي ذَر بِفَتْح الْجَمِيع فَمن جعله فعلا فَمَعْنَاه أحتاج أَو تفطن يُقَال أرب إِذا عقل فَهُوَ أريب وَقيل مَعْنَاهُ تعجب من حرصه وَقيل دُعَاء عَلَيْهِ بِسُقُوط أرابه وَهِي أعضاؤه وَهُوَ كَقَوْل عمر رَضِي الله عَنهُ أربت من بدنك أَي تقطعت آرابك عَن بدنك وَمن جعله اسْما فَمَعْنَاه حَاجَة جَاءَت بِهِ وَتَكون مَا فِيهِ زَائِدَة وَأنكر عِيَاض تَوْجِيه رِوَايَة أبي ذَر ووجهها بن الْأَثِير بِأَن مَعْنَاهُ أَنه ذُو خبْرَة وَعلم قَوْله أملككم لإربه بِكَسْر ثمَّ سُكُون قَالَ الْخطابِيّ كَذَا يَقُول أَكثر الروَاة والإرب الْعُضْو قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ لأربه بِفتْحَتَيْنِ أَي لِحَاجَتِهِ أه وَقد قَالُوا أَيْضا الأرب بِالسُّكُونِ الْحَاجة وَقَوله بِكُل إرب مِنْهُ إربا مِنْهُ المُرَاد هُنَا الْعُضْو وَكَذَا قَوْله يسْجد على سَبْعَة آرَاب وَقَوله غير أولى الأربة أَي النِّكَاح قَالَ طَاوس الْحَاجة إِلَيْهِ وَقَالَ بن عَبَّاس ولي فِيهَا مآرب أَي حاجات قَوْله على إِرْث من إِرْث ابراهيم أَي على بَقِيَّة من شَرِيعَته قَوْله أرجئه أَي آخِره ترجئ أَي تُؤخر قَوْله على أرجائها أَي مَا لم يتشقق مِنْهَا وَقيل على نَوَاحِيهَا قَوْله أرجوحة هُوَ حَبل يشد طرفاه فِي مَوضِع عَال ثمَّ يُحَرك رَاكِبه قَوْله الأرجوان بِضَم أَوله وثالثه وَسُكُون الرَّاء بَينهمَا هُوَ الشَّديد الْحمرَة قَوْله أريحاء بِوَزْن فعيلاء هِيَ قَرْيَة الْغَوْر بِقرب بَيت الْمُقَدّس قَوْله أردبها هُوَ كيل مَعْرُوف بِمصْر قدر خمسين صَاعا قَوْله الأرزة بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه بعْدهَا زَاي هِيَ شَجَرَة قَوِيَّة عَظِيمَة قيل هِيَ شَجَرَة الصنوبر قَوْله الْأرز فِيهِ سِتّ لُغَات فتح الْهمزَة وَضمّهَا وَضم الرَّاء وسكونها وبحذف الْهمزَة وَالرَّاء مَضْمُومَة بعْدهَا زَاي مشدة أَو نون سَاكِنة بدل التَّشْدِيد قَوْله ليأرز يُقَال أرز بِكَسْر الرَّاء يأرز مُثَلّثَة الزَّاي أَي يَنْضَم ويجتمع قَوْله إِثْم الأريسيينبفتح أَوله وَكسر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء بعد الْمُهْملَة وللنسفى بياء بدل الْهمزَة الأولى وَفِيه رِوَايَات أُخْرَى خَارج الصَّحِيح وَهُوَ نِسْبَة إِلَى أريس قيل هم أَتبَاع عبد الله بن أريس وَكَانَ قد ابتدع فيهم دينا وَقيل هم الْمُلُوك الَّذين يخالفون أنبياءهم وَقيل هم الفلاحون والأتباع وَبِه جزم اللَّيْث بن سعد وَيُؤَيِّدهُ مَا فِي بعض رواياته فَإِن عَلَيْك إِثْم رعاياك قَوْله بِئْر أريس هِيَ مَعْرُوفَة بِالْمَدِينَةِ إِلَى الْآن كَأَنَّهَا نسبت إِلَى بانيها قَوْله الْأَرْش بِفَتْح ثمَّ سُكُون ثمَّ شين مُعْجمَة هُوَ مَا يَأْخُذهُ المُشْتَرِي إِذا اطلع على عيب فِي السّلْعَة قَوْلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّة قيل لَهُم ذَلِك لأَنهم أقرُّوا بأرضهم على أَن يُعْطوا الْجِزْيَة وَجمع الأَرْض أرضون بِفَتْح الرَّاء قَوْله بنى أرفده هم الْحَبَشَة نسبوا إِلَى جد لَهُم قَوْله أرق بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا أَي سهر وَالِاسْم الأرق

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست