responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 76
تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ شَيْخُ مُسْلِمٍ فَاتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى الْحُكْمِ بِصِحَّتِهِ مَعَ غَرَابَتِهِ وَلَيْسَ هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَلَى سَعَتِهِ وَقَدِ اسْتَبْعَدَ قَوْمٌ صِحَّته بَان الحَدِيث لَو كَانَ عِنْد بن عُمَرَ لَمَا تَرَكَ أَبَاهُ يُنَازِعُ أَبَا بَكْرٍ فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَلَوْ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ لَمَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُقِرُّ عُمَرَ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَنْتَقِلُ عَنِ الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا النَّصِّ إِلَى الْقِيَاسِ إِذْ قَالَ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ لِأَنَّهَا قَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُور عِنْد بن عُمَرَ أَنْ يَكُونَ اسْتَحْضَرَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ وَلَوْ كَانَ مُسْتَحْضِرًا لَهُ فَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ لَا يَكُونَ حَضَرَ الْمُنَاظَرَةَ الْمَذْكُورَةَ وَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ ذَكَرَهُ لَهُمَا بَعْدُ وَلَمْ يَسْتَدِلَّ أَبُو بَكْرٍ فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ بِالْقِيَاسِ فَقَطْ بَلْ أَخَذَهُ أَيْضًا مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالزَّكَاةُ حَقُّ الْإِسْلَام وَلم ينْفَرد بن عُمَرَ بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ بَلْ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيْضًا بِزِيَادَةِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فِيهِ كَمَا سَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ وَفِي الْقِصَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ قَدْ تَخْفَى عَلَى بَعْضِ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَيَطَّلِعُ عَلَيْهَا آحَادُهُمْ وَلِهَذَا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى الْآرَاءِ وَلَوْ قَوِيَتْ مَعَ وُجُودِ سُنَّةٍ تُخَالِفُهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ خَفِيَ ذَا عَلَى فُلَانٍ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ أُمِرْتُ أَيْ أَمَرَنِي اللَّهُ لِأَنَّهُ لَا آمِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اللَّهُ وَقِيَاسُهُ فِي الصَّحَابِيِّ إِذَا قَالَ أُمِرْتُ فَالْمَعْنَى أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَمَرَنِي صَحَابِيٌّ آخَرُ لِأَنَّهُمْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا يَحْتَجُّونَ بِأَمْرِ مُجْتَهِدٍ آخَرَ وَإِذَا قَالَهُ التَّابِعِيُّ احْتُمِلَ وَالْحَاصِلُ أَنَّ مَنِ اشْتَهَرَ بِطَاعَةِ رَئِيسٍ إِذَا قَالَ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْآمِرَ لَهُ هُوَ ذَلِكَ الرَّئِيسُ قَوْلُهُ أَنْ أُقَاتِلَ أَيْ بِأَنْ أُقَاتِلَ وَحَذْفُ الْجَارِّ مِنْ أَنْ كَثِيرٌ قَوْلُهُ حَتَّى يَشْهَدُوا جُعِلَتْ غَايَةُ الْمُقَاتَلَةِ وُجُودَ مَا ذُكِرَ فَمُقْتَضَاهُ أَنَّ مَنْ شَهِدَ وَأَقَامَ وَآتَى عُصِمَ دَمُهُ وَلَوْ جَحَدَ بَاقِيَ الْأَحْكَامِ وَالْجَوَابُ أَنَّ الشَّهَادَةَ بِالرِّسَالَةِ تَتَضَمَّنُ التَّصْدِيقَ بِمَا جَاءَ بِهِ مَعَ أَنَّ نَصَّ الْحَدِيثِ وَهُوَ قَوْلُهُ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ يَدْخُلُ فِيهِ جَمِيعُ ذَلِكَ فَإِنْ قِيلَ فَلِمَ لَمْ يَكْتَفِ بِهِ وَنَصَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَالْجَوَابُ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِأَمْرِهِمَا لِأَنَّهُمَا أُمَّا الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ قَوْلُهُ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ أَيْ يُدَاوِمُوا عَلَى الْإِتْيَانِ بِهَا بِشُرُوطِهَا مِنْ قَامَتِ السُّوقُ إِذَا نَفَقَتْ وَقَامَتِ الْحَرْبُ إِذَا اشْتَدَّ الْقِتَالُ أَوِ الْمُرَادُ بِالْقِيَامِ الْأَدَاءُ تَعْبِيرًا عَنِ الْكُلِّ بِالْجُزْءِ إِذِ الْقِيَامُ بَعْضُ أَرْكَانِهَا وَالْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضُ مِنْهَا لَا جِنْسُهَا فَلَا تَدْخُلْ سَجْدَةُ التِّلَاوَةِ مَثَلًا وَإِنْ صَدَقَ اسْمُ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا وَقَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ النَّوَوِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ عَمْدًا يُقْتَلُ ثُمَّ ذَكَرَ اخْتِلَافَ الْمَذَاهِبِ فِي ذَلِكَ وَسُئِلَ الْكِرْمَانِيُّ هُنَا عَنْ حُكْمِ تَارِكِ الزَّكَاةِ وَأَجَابَ بِأَنَّ حُكْمَهُمَا وَاحِدٌ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْغَايَةِ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ فِي الْمُقَاتَلَةِ أَمَّا فِي الْقَتْلِ فَلَا وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمُمْتَنِعَ مِنْ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤْخَذَ مِنْهُ قَهْرًا بِخِلَافِ الصَّلَاةِ فَإِنِ انْتَهَى إِلَى نَصْبِ الْقِتَالِ لِيَمْنَعَ الزَّكَاةِ قُوتِلَ وَبِهَذِهِ الصُّورَةِ قَاتَلَ الصِّدِّيقُ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ قَتَلَ أَحَدًا مِنْهُمْ صَبْرًا وَعَلَى هَذَا فَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى قَتْلِ تَارِكِ الصَّلَاةِ نَظَرٌ لِلْفَرْقِ بَيْنَ صِيغَةِ أُقَاتِلُ وَأَقْتُلُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ أطنب بن دَقِيقِ الْعِيدِ فِي شَرْحِ الْعُمْدَةِ فِي الْإِنْكَارِ عَلَى مَنِ اسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ذَلِكَ وَقَالَ لَا يَلْزَمُ مِنْ إِبَاحَةِ الْمُقَاتَلَةِ إِبَاحَةُ الْقَتْل لِأَن الْمُقَاتلَة مفاعله تَسْتَلْزِم وَقع الْقِتَالِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ وَلَا كَذَلِكَ الْقَتْلُ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ الْقِتَالُ من الْقَتْل بسبيل فقد يَحِلُّ قِتَالُ الرَّجُلِ وَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ قَوْلُهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِيهِ التَّعْبِيرُ بِالْفِعْلِ عَمَّا بَعْضُهُ قَوْلٌ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيبِ وَإِمَّا عَلَى إِرَادَةِ الْمَعْنَى الْأَعَمِّ إِذِ الْقَوْلُ فِعْلُ اللِّسَانِ قَوْلُهُ عَصَمُوا أَيْ مَنَعُوا وَأَصْلُ الْعِصْمَةِ

وَمن قَالَه بِهَمْزَة ممدودة ثمَّ خاء مَكْسُورَة مُعْجمَة ثمَّ رَاء فقد صحف قَوْله أحسوا أَي توقعوا يُقَال أحسست كَذَا أَي توقعته وَيَجِيء بِمَعْنى ظننته وَيُقَال حسست وأحسست وَسَيَأْتِي فِي الْحَاء قَوْله فَلَمَّا أحفظه أَي أغضبهُ وزنا ومعني والإحفاظ الإغضاب قَوْله الإحليل بِكَسْر أَوله أَي الذّكر فصل اخ قَوْله اخ اخ بِكَسْر أَوله كلمة تقال للجمل ليبرك قَوْله يتأخي مناخه ويروي يتوخى بِالْوَاو أَي يقْصد قَوْله إخاذات بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف والذال مُعْجمَة أَي غُدْرَان واحدتها إخاذة قَوْله يُؤْخَذ بِفَتْح الْهمزَة وَقد تسهل وَتَشْديد الْخَاء عَن امْرَأَته أَي يحبس عَن جِمَاعهَا من الآخذة بِضَم الْهمزَة وَهِي رقية السَّاحر وَأَصله من الرَّبْط وَمِنْه قيل للأسير أخيذ وَمِنْه قَوْله فَلَمَّا أَخذ أَي صرع وَقَوله تَأْخُذ أمتِي بِأخذ الْقُرُون كَذَا بِالْمُوَحَّدَةِ ويروي مَأْخَذ بِالْمِيم مَنْصُوبًا على التَّمْيِيز أَي يسلكون مسلكهم وَضَبطه بَعضهم بموحدة بعْدهَا همزَة مَكْسُورَة ثمَّ خاء مَفْتُوحَة ثمَّ ذال مَكْسُورَة جمع أَخْذَة مثل كسر وكسرة قَالَ ثَعْلَب يُقَال مَا أَخذ أَخذه أَي مَا قصد قَصده وَمِنْه قَوْله أَخذ أهل الْجنَّة أخذاتهم أَي سلكوا طرقهم أَو حصلوا كراماتهم قَوْله الآخر بقصر الْهمزَة وَكسر الْمُعْجَمَة أَي الْأَبْعَد وَقيل الأرذل وَأما قَوْله فِي حَدِيث العسيف واغد يَا أنيس إِلَى امْرَأَة الآخر فَهُوَ بِالْمدِّ وَفتح الْخَاء قَوْله مؤخرة الرحل بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة الثَّقِيلَة وَأنْكرهُ بن قُتَيْبَة وَسكن الْهمزَة وخفف الْخَاء وَصَححهُ النَّوَوِيّ وَحكى التَّشْدِيد قولا وَفتح الْأصيلِيّ الْمِيم وَسَهل الْهمزَة كَذَلِك وَفِيه لُغَة أُخْرَى آخِره بِالْمدِّ كَمَا تقدم وَجمع الْجَوْهَرِي فِيهَا سِتّ لُغَات قَوْله الأخشبين هما جبلا مَكَّة قعيقعان وَأَبُو قبيس سميا بذلك لعظمهما وخشونتهما قَوْله أخفره الإخفار الْغدر وَهُوَ من الخفرة بِضَم ثمَّ سُكُون وَحقه أَن يذكر فِي الْخَاء يُقَال أخفرته إِذا لم تف بِذِمَّتِهِ وخفرته أجرته والهمزة فِي أخفرته للإزالة قَوْله أخلد إِلَى الأَرْض أَي قعد وتقاعس قَوْلُهُ وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْأَصِيلِيِّ وَلَكِن خوة الْإِسْلَام بِغَيْر ألف قَالَ بن الْأَخْضَر النَّحْوِيّ نقل حَرَكَة الْهمزَة إِلَى نون لَكِن ثمَّ خرج من الكسرة إِلَيّ الضمة بِسُكُون النُّون وَقَالَ بن مَالك هُوَ بِضَم النُّون لِلِاتِّبَاعِ فصل اد قَوْله مأدبة بِضَم الدَّال وَفتحهَا أَي مدعاة إِلَيّ الطَّعَام وَفِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ ائتدب الله أَي أجَاب من دَعَاهُ وَالْمَشْهُور انتدب بنُون قَوْله شيأ إدا أَي قولا عَظِيما قَوْله بِهِ أدرة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الدَّال أَي عَظِيم الخصيتين قَوْله من أَدَم الْبَيْت بِالضَّمِّ وَسُكُون الدَّال جمع أدام وَمِنْه قَوْله خبز مأدوم أَي مُضَاف إِلَيْهِ مَا يؤتدم بِهِ وَهُوَ مَا يُؤْكَل مَعَ الْخبز مَا كَانَ وَقَوله فأدمته بِالْمدِّ وبالقصر وَتَخْفِيف الْمِيم أَي جعلت لَهُ أداما قَوْله من أَدِيم الأَرْض أَي جلدهَا وَقَوله مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الدَّالِ جمع آدم بِالْمدِّ من الأدمة قَوْله أَرَأَيْت رجلا مُؤديا بِهَمْزَة سَاكِنة وَقد تسهل واوا بعْدهَا يَاء خَفِيفَة أَي قَوِيا على السّفر أَو كَامِل الأداة قَوْله أَدَاة الْحَرْب أَي السِّلَاح وأداة كل شَيْء آلَته قَوْله الْإِدَاوَة بِالْكَسْرِ هِيَ إِنَاء صَغِير من جلد يتَّخذ للْمَاء وَالْجمع أداوى بِفَتْح الْوَاو فصل اذ قَوْله الْإِذْخر بِكَسْر ثمَّ سُكُون وبكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة حشيشة مَعْرُوفَة طيبَة الرّيح تُوجد بالحجاز قَوْله أذربيجان بِفتْحَتَيْنِ وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْمُوَحدَة بعْدهَا يَاء سَاكِنة ثمَّ جِيم وبفتح أَوله

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست