responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 75
شَرْعِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا أَوْ عُرْفِيًّا وَمُقَابِلُ الْأَوَّلِ فَاسِقٌ وَالثَّانِي مَجْنُونٌ وَالثَّالِثِ أَبْلَهُ قَالَ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ أَيْ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ الْإِيمَانِ وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ حَقِيقَةُ الْحَيَاءِ خَوْفُ الذَّمِّ بِنِسْبَةِ الشَّرِّ إِلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنْ كَانَ فِي مُحَرَّمٍ فَهُوَ وَاجِبٌ وَإِنْ كَانَ فِي مَكْرُوهٍ فَهُوَ مَنْدُوبٌ وَإِنْ كَانَ فِي مُبَاحٍ فَهُوَ الْعُرْفِيُّ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ وَيَجْمَعُ كُلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْمُبَاحَ إِنَّمَا هُوَ مَا يَقَعُ عَلَى وَفْقِ الشَّرْعِ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ رَأَيْتُ الْمَعَاصِيَ مذلة فتركتها مروأة فَصَارَتْ دِيَانَةً وَقَدْ يَتَوَلَّدُ الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ التَّقَلُّبِ فِي نِعَمِهِ فَيَسْتَحِي الْعَاقِلُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِهَا عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ خَفِ اللَّهَ عَلَى قَدْرِ قُدْرَتِهِ عَلَيْك واستحي مِنْهُ عَلَى قَدْرِ قُرْبِهِ مِنْكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

(قَوْلُهُ بَابٌ هُوَ مُنَوَّنٌ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّقْدِيرُ هَذَا بَابٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِنْ تَابُوا وَتَجُوزُ الْإِضَافَةِ أَيْ بَابُ تَفْسِيرِ)
قَوْلِهِ وَإِنَّمَا جُعِلَ الْحَدِيثُ تَفْسِيرًا لِلْآيَةِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّوْبَةِ فِي الْآيَةِ الرُّجُوعُ عَنِ الْكُفْرِ إِلَى التَّوْحِيدِ فَفَسَّرَهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَبَيْنَ الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ مُنَاسَبَةٌ أُخْرَى لِأَنَّ التَّخْلِيَةَ فِي الْآيَةِ وَالْعِصْمَةَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَمُنَاسَبَةُ الْحَدِيثِ لِأَبْوَابِ الْإِيمَانِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى وَهِيَ الرَّدُّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ حَيْثُ زَعَمُوا أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْأَعْمَالِ

[25] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد زَاد بن عَسَاكِرَ الْمُسْنَدِيُّ وَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ كَمَا مَضَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ قَوْلُهُ الْحَرَمِيُّ هُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَلِلْأَصِيلِيِّ حَرَمِيٌّ وَهُوَ اسْمٌ بِلَفْظِ النَّسَبِ تُثْبَتُ فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَتُحْذَفُ مِثْلُ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْآتِي بَعْدُ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ أَبُو رَوْحٍ كُنْيَتُهُ وَاسْمُهُ ثَابِتٌ وَالْحَرَمِيُّ نِسْبَتُهُ كَذَا قَالَ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا فِي جَعْلِهِ اسْمَهُ نِسْبَتَهُ وَالثَّانِي فِي جَعْلِهِ اسْمَ جَدِّهِ اسْمَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ وَاسم أبي حَفْصَة نابت وَكَأَنَّهُ رَأَى فِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ وَاسْمُهُ نَابِتٌ فَظَنَّ أَنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ عَلَى حَرَمِيٍّ لِأَنَّهُ الْمُتَحَدَّثُ عَنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلِ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى أَبِي حَفْصَةَ لِأَنَّهُ الْأَقْرَبُ وَأَكَّدَ ذَلِكَ عِنْدَهُ وُرُودُهُ فِي هَذَا السَّنَدِ الْحَرَمِيُّ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَلَيْسَ هُوَ مَنْسُوبًا إِلَى الْحَرَمِ بِحَالٍ لِأَنَّهُ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ وَالْمَوْلِدِ وَالْمَنْشَأِ وَالْمَسْكَنِ وَالْوَفَاةِ وَلَمْ يَضْبِطْ نَابِتًا كَعَادَتِهِ وَكَأَنَّهُ ظَنَّهُ بِالْمُثَلَّثَةِ كالجادة وَالصَّحِيحُ أَنَّ أَوَّلَهُ نُونٌ قَوْلُهُ عَنْ وَاقِدِ بن مُحَمَّد زَاد الْأصيلِيّ يَعْنِي بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَبْنَاءِ عَنِ الْآبَاءِ وَهُوَ كَثِيرٌ لَكِنَّ رِوَايَةَ الشَّخْصِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَقَلُّ وَوَاقِدٌ هُنَا رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّ أَبِيهِ وَهَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبُ الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بروايته شُعْبَة عَن وَاقد قَالَه بن حِبَّانَ وَهُوَ عَنْ شُعْبَةَ عَزِيزٌ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ حَرَمِيٌّ هَذَا وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ وَهُوَ عَزِيزٌ عَنْ حَرَمِيٍّ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ الْمُسْنَدِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ وَمِنْ جِهَة إِبْرَاهِيم أخرجه أَبُو عوَانَة وبن حِبَّانَ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَهُوَ غَرِيبٌ عَنْ عَبْدِ الْملك

الْمُطلق وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه لَا يعرف فِي كَلَامهم تَفْسِير المتكابه لَا أَنه نفى اللَّفْظَة من كَلَام الْعَرَب فَإِنَّهَا ثَابِتَة فِي الحَدِيث فصل اث قَوْله حتي يثخن فِي الأَرْض أَي يُبَالغ وَقيل يغلب وَالْمرَاد الْمُبَالغَة فِي قتل الْكفَّار يُقَال أثخنه الْمَرَض إِذا أوهنه وَقَول عَائِشَة حَتَّى أثخنت عَلَيْهَا أَي بالغت فِي إفحامها ولبعضهم بِالْمُهْمَلَةِ قبلهَا نون وَهُوَ أصوب وَسَيَأْتِي قَوْله لَوْلَا أَن يأثروا أَي ينقلوا يُقَال أثرت الحَدِيث بِالْقصرِ آثره بِالْمدِّ وَضم الْمُثَلَّثَة أثرا بسكونها إِذا حدثت بِهِ وَقَوله ذَاكِرًا وَلَا آثرا أَي نَاقِلا وَقَالَ مُجَاهِد أَو أثارة من علم أَي يأثر علما وَقَوله على إِثْر وَاحِدَة مِنْهُمَا بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وَبِفَتْحِهَا أَيْضا أَي بعْدهَا وَقَوله ينسأ لَهُ فِي أَثَره أَي يُؤَخر لَهُ فِي أَجله قَوْله لأوثرنه على نَفسِي أَي لأقدمنه وَقَوله آثر نَاسا فِي الْقِسْمَة أَي فَضلهمْ وَمِنْه فاثر التويتات كَذَا للْأَكْثَر ولبعضهم فَأَيْنَ التويتات وَهُوَ تَصْحِيف قَوْله سَتَكُون بعدِي أَثَرَة بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء وبفتحهما أَيْضا قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الاستئثار أَي يستأثر عَلَيْكُم بِأُمُور الدُّنْيَا ويفضل عَلَيْكُم غَيْركُمْ وَمِنْه قَول عمر مَا اسْتَأْثر بهَا عَلَيْكُم وَفِي حَدِيث الْبيعَة وعَلى أَثَرَة علينا وَهِي بِفتْحَتَيْنِ قَوْله من أثل الغابة بِفَتْح أَوله قَالَ بن عَبَّاس هُوَ الطرفاء وَقيل مَا عظم مِنْهُ قَوْله تأثلته أَي اتخذته أصلا وأثلة الشَّيْء بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء أَصله وَمِنْه قَوْله غير متأثل مَا لَا قَوْله آثم عِنْد الله أَي أعظم إِثْمًا وَقَوله تأثيما وتأثما أَي تحرجا من الْإِثْم وَكَذَا قَوْله تأثموا مِنْهُ وَقَوله كرهت أَن أوثمكم أَي أَدخل عَلَيْكُم إِثْمًا بِسَبَب مَا يدْخل عَلَيْكُم من الْمَشَقَّة الدَّاعِي إِلَى التسخط وَمِنْه قَوْله حتي يؤثمه أَي يدْخلهُ فِي الْحَرج قَوْله المأثم أَي الْأَمر الَّذِي يُوجب الْإِثْم أَو هُوَ نفس الْإِثْم وضعا للمصدر مَوضِع الِاسْم قَوْله يلق أثاما أَي عُقُوبَة قَوْله أثاثا أَي مَالا فصل أج قَوْله الأجاج أَي المر قَوْله أجج نَارا بِالتَّشْدِيدِ أَي أشعلها حَتَّى سمع لَهَا صَوت وَهُوَ من الأجيج قَوْله مَا أجد بِفَتْح أَوله وَضم ثَانِيه وَتَشْديد الدَّال أَي اجْتهد فِي الْقِتَال ولبعضهم بِفَتْح أَوله وَكسر الْجِيم مخففا من الوجدان وَالْأول أقوى قَوْله أجرنا من أجرت يُقَال أَجَارَ يجير إِجَارَة وَقَوله أجره الله بِالْقصرِ وأجره بِالْمدِّ يأجره بِالضَّمِّ من الْأجر وَمن الْإِجَارَة للْأَجِير قَوْله وَلَا يُجِيز يَوْمئِذٍ إِلَّا الرُّسُل يُقَال أجَاز الْوَادي يُجِيز إجَازَة إِذا قطعه سيرا وَمِنْه أول من يُجِيز وَقَوله حتي أجَاز الْوَادي وَمِنْه فَنظر ثمَّ أجَاز قَوْله قبل أَن تجيزوا عَليّ أَي تكملوا قَتْلِي وأجهز على الجريح إِذا تممه قتلا قَالَ الْجَوْهَرِي إِنَّمَا أجهزوه بِالْهَاءِ وَلَا يُقَال أجزت على الجريح قَوْله أجل أَن يَأْكُل مَعَك بِسُكُون الْجِيم أَي من أجل وَيُقَال بِكَسْر الْهمزَة وَأما أجل بِفتْحَتَيْنِ فَمَعْنَاه نعم بِسُكُون آخِره وَالْأَجَل بِفتْحَتَيْنِ أَيْضا الْغَايَة من كل شَيْء وَيُطلق على الْعُمر قَوْله أجم بِضَمَّتَيْنِ أَي حصن وَالْجمع آجام بِالْمدِّ وبكسر الْهمزَة أَيْضا بِلَا مد قَوْله أجيفوا الْأَبْوَاب أَي أغلقوها من الإجافة فصل أح قَوْله الْأَحَابِيش هم أَحيَاء من القارة انضموا إِلَى بني لَيْث فِي محاربتهم قُريْشًا والتحبيش التجميع وَقَالَ الزبير تحالفت قُرَيْش وَبَنُو الْحَارِث بن عبد منَاف بن كنَانَة وعضل والقارة على بني لَيْث بن بكر فسموا يَوْمئِذٍ الْأَحَابِيش وَكَانَ ذَلِك أول إِخْرَاج بني لَيْث من تهَامَة قَالَ الْوَاقِدِيّ وَكَانَ بَنو عبد الْمطلب هم الَّذين عقدوا حلف الْأَحَابِيش قَوْله أحد بِضَمَّتَيْنِ جبل بِالْمَدِينَةِ مَعْرُوف قَوْله الْحَج أحد الجهادين بِفتْحَتَيْنِ

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست