responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 74
تَابِعِيَّانِ وَصَحَابِيَّانِ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ كَالَّذِي قَبْلَهُ وَالْكَلَامُ عَلَى الْمَتْنِ يَأْتِي فِي كِتَابِ التَّعْبِيرِ وَمُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ مِنْ جِهَةِ تَأْوِيلِ الْقُمُصِ بِالدِّينِ وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهُمْ مُتَفَاضِلُونَ فِي لُبْسِهَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ مُتَفَاضِلُونَ فِي الْإِيمَانِ قَوْلُهُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ أَصْلُ بَيْنَا بَيْنَ ثُمَّ أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ وَفِيهِ اسْتِعْمَالُ بَيْنَا بِدُونِ إِذَا وَبِدُونِ إِذْ وَهُوَ فَصِيحٌ عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَإِنْ كَانَ الْأَكْثَرُ عَلَى خِلَافِهِ فَإِنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حُجَّةً وَقَوْلُهُ الثُّدِيَّ بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ جَمْعُ ثَدْيٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَإِسْكَانِ ثَانِيهِ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ عِنْدَ مُعْظَمِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحُكِيَ أَنَّهُ مُؤَنَّثٌ وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ يُطْلَقُ فِي الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَقِيلَ يَخْتَصُّ بِالْمَرْأَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرُدُّهُ وَلَعَلَّ قَائِلَ هَذَا يَدَّعِي أَنَّهُ أطلق فِي الحَدِيث مجَازًا وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابٌ)
هُوَ مُنَوَّنٌ وَوَجْهُ كَوْنِ الْحَيَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ تَقَدَّمَ مَعَ بَقِيَّةِ مَبَاحِثِهِ فِي بَابِ أُمُورِ الْإِيمَانِ وَفَائِدَةُ إِعَادَتِهِ هُنَا أَنَّهُ ذُكِرَ هُنَاكَ بِالتَّبَعِيَّةِ وَهُنَا بِالْقَصْدِ مَعَ فَائِدَةِ مُغَايَرَةِ الطَّرِيقِ
قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ هُوَ التِّنِّيسِيُّ نَزِيلُ دِمَشْقَ وَرِجَالُ الْإِسْنَادِ سِوَاهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا وَلِلْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَلِكَرِيمَةَ بْنِ أَنَسٍ وَالْحَدِيثُ فِي الْمُوَطَّأِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ لِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ مَرَّ بِرَجُلٍ وَمَرَّ بِمَعْنَى اجْتَازَ يُعَدَّى بِعَلَى وَبِالْبَاءِ وَلَمْ أَعْرِفِ اسْمَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ الْوَاعِظِ وَأَخِيهِ وَقَوْلُهُ يَعِظُ أَيْ يَنْصَحُ أَوْ يُخَوِّفُ أَوْ يُذَكِّرُ كَذَا شَرَحُوهُ وَالْأَوْلَى أَنْ يُشْرَحَ بِمَا جَاءَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَدَبِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن بن شِهَابٍ وَلَفْظُهُ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ يَقُولُ انك لتستحي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُول قد اضربك انْتَهَى وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمَعَ لَهُ الْعِتَابَ وَالْوَعْظَ فَذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ مَا لَمْ يَذْكُرْهُ الْآخَرُ لَكِنَّ الْمَخْرَجُ مُتَّحِدٌ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ تَصَرُّفِ الرَّاوِي بِحَسَبِ مَا اعْتَقَدَ أَنَّ كُلَّ لفظ مِنْهُمَا يقوم مقَام الآخر وَفِي سَبَبِيَّةٌ فَكَأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ كَثِيرَ الْحَيَاءِ فَكَانَ ذَلِكَ يَمْنَعُهُ مِنِ اسْتِيفَاءِ حُقُوقِهِ فَعَاتَبَهُ أَخُوهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ أَيِ اتْرُكْهُ عَلَى هَذَا الْخُلُقِ السُّنِّيِّ ثُمَّ زَادَهُ فِي ذَلِكَ تَرْغِيبًا لِحُكْمِهِ بِأَنَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِذَا كَانَ الْحَيَاءُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ اسْتِيفَاءِ حَقِّ نَفْسِهِ جَرَّ لَهُ ذَلِكَ تَحْصِيلَ أَجْرِ ذَلِكَ الْحَقِّ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَتْرُوكُ لَهُ مُسْتَحِقًّا وَقَالَ بن قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَيَاءَ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ ارْتِكَابِ الْمَعَاصِي كَمَا يَمْنَعُ الْإِيمَانَ فَسُمِّيَ إِيمَانًا كَمَا يُسَمَّى الشَّيْءُ بِاسْمِ مَا قَامَ مَقَامَهُ وَحَاصِلُهُ أَنَّ إِطْلَاقَ كَوْنِهِ مِنَ الْإِيمَانِ مَجَازٌ وَالظَّاهِرُ أَنَّ النَّاهِيَ مَا كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْحَيَاءَ مِنْ مُكَمِّلَاتِ الْإِيمَانِ فَلِهَذَا وَقَعَ التَّأْكِيدُ وَقَدْ يَكُونُ التَّأْكِيدُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْقَضِيَّةَ فِي نَفْسِهَا مِمَّا يُهْتَمُّ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُنْكَرٌ قَالَ الرَّاغِبُ الْحَيَاءُ انْقِبَاضُ النَّفْسِ عَنِ الْقَبِيحِ وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْإِنْسَانِ لِيَرْتَدِعَ عَنِ ارْتِكَابِ كُلِّ مَا يَشْتَهِي فَلَا يَكُونُ كَالْبَهِيمَةِ وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ جُبْنٍ وَعِفَّةٍ فَلِذَلِكَ لَا يَكُونُ الْمُسْتَحِي فَاسِقًا وَقَلَّمَا يَكُونُ الشُّجَاعُ مُسْتَحِيًا وَقَدْ يَكُونُ لِمُطْلَقِ الِانْقِبَاضِ كَمَا فِي بَعْضِ الصِّبْيَانِ انْتَهَى مُلَخَّصًا وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ انْقِبَاضُ النَّفْسِ خَشْيَةَ ارْتِكَابِ مَا يُكْرَهُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ

بِالتَّخْفِيفِ على الْأَشْهر وبالتشديد وَالِاسْم الْأَبَّار وَهُوَ التلقيح قَوْله لم يئتبر كَذَا عِنْد بن السكن بِتَقْدِيم الْهمزَة وَالْمَشْهُور عَكسه وَسَيَأْتِي قَوْله أبزن بِفَتْح أَوله قَيده الْقَابِسِيّ وَذكره ثَابت بِكَسْرِهَا وَهِي كلمة فارسية صفة حَوْض صَغِير أَو قصرية من فخار أَو حجر منقور وَقَالَ أَبُو ذَر كالقدر يسخن فِيهِ المَاء وَأنْكرهُ عِيَاض قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ أنس أَنه يتبرد فِيهِ قلت وَلَا يمْتَنع أَن يكون أصل اتِّخَاذه للتسخين ثمَّ اسْتعْمل للتبريد حَيْثُ لَا نَار قَوْله الأبطح هُوَ مسيل المَاء فِيهِ دقاق الحصي وَهُوَ الْبَطْحَاء أَيْضا ويضاف إِلَيّ مَكَّة وَمنى وَهُوَ وَاحِد وَهُوَ إِلَى مني أقرب مِنْهُ إِلَى مَكَّة كَذَا قَالَ بن عبد الْبر وَغَيره من المغاربة وَفِيه نظر قَوْله أبق بِفَتْح الْبَاء وَيجوز كسرهَا أَي هرب قَوْله أبابيل أَي مجتمعة متتابعة قَوْله أبلسوا أَي أيسوا وَقَوله ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها أَي تحيرها ودهشتها والإبلاس الْحيرَة وَالسُّكُوت من الْحزن أَو الْخَوْف وَقَالَ الْقَزاز أبلس نَدم وحزن قَوْله أبنوا أَهلِي بتَخْفِيف الْبَاء أَي اتهموهم وذكروهم بالسوء وَوَقع عِنْد الْأصيلِيّ بِالتَّشْدِيدِ قَالَ ثَابت التأبين ذكر الشَّيْء وتتبعه وَالتَّخْفِيف بِمَعْنَاهُ وَوَقع عِنْد عَبدُوس بِتَقْدِيم النُّون وَهُوَ تَصْحِيف لِأَن التأنيب اللوم وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه وَقَوله نأبنه نرقيه أَي نطبه برقى وَهُوَ حجَّة لمن قَالَ إِنَّه قد يسْتَعْمل فِي غير الشَّرّ قَوْله أبهرى الْأَبْهَر عرق فِي الظّهْر وَقيل هُوَ عرق مستبطن الْقلب فَإِذا انْقَطع لم تبْق مَعَه حَيَاة وَقيل غير ذَلِك قَوْله الْأَبْوَاء بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُوَحدَة قَرْيَة من الْفَرْع من عمل الْمَدِينَة بَينهَا وَبَين الْجحْفَة مِمَّا يَلِي الْمَدِينَةِ ثَلَاثَةٌ وَعِشْرُونَ مِيلًا قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ للوباء الَّذِي بهَا وَلَا يَصح ذَلِك إِلَّا على الْقلب قَوْله حَتَّى يَأْتِي أَبُو منزلنا أَي صَاحبه قَوْله إِنَّا إِذا صِيحَ بِنَا أَبينَا كَذَا للأصيلي بموحدة أَي أَبينَا الْفِرَار وَلغيره بِالْمُثَنَّاةِ أَي أجبنا الدَّاعِي قَوْله وَكَانَت بنت أَبِيهَا أَي فِي الشهامة وَقُوَّة النَّفس قَوْله لَا أبالك كلمة حث على الْفِعْل أَي اعْمَلْ عمل من لَا معاون لَهُ فصل ات قَوْله فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَتَيْنَا على الْبناء للْمَفْعُول أَي أدركنا وَقَوله الطَّرِيق المئتاء بِكَسْر الْمِيم بعْدهَا همزَة سَاكِنة وَقد تسهل وبالمد أَي محجة مسلوكة قَوْله أَتَى بِالْقصرِ أَي جَاءَ وبالمد أَي أعْطى وَقَالَ بن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ائتيا طَوْعًا أَو كرها أَي أعطيا قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين أَي أعطينا قَالَ عِيَاضٌ لَيْسَ أَتَى هُنَا بِمَعْنَى أَعْطَى وَإِنَّمَا هُوَ بِمَعْنى جَاءَ وَيُمكن تَخْرِيجه على تقريب الْمَعْنى بِأَنَّهُمَا لما أمرتا بِإِخْرَاج مَا فيهمَا فأجابتا كَانَ كَالْإِعْطَاءِ فَعَبَّرَ بِالْإِعْطَاءِ عَنَ الْمَجِيءِ بِمَا أودعتاه قَوْله لقد هَمَمْت أَن أرسل إِلَى أبي بكر أَو آتيه كَذَا لأبي ذَر من الْإِتْيَان بِلَفْظ الْمُتَكَلّم وللباقين وَابْنه بِالْمُوَحَّدَةِ وَالنُّون وَقيل هُوَ وهم وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ الصَّوَاب بِدَلِيل الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن ادعوا أَبَاك وأخاك قَوْله كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى فَأتى ذكر دجَاجَة كَذَا لأبي ذَر بِفَتْح همزَة أَتَى وللأصيلي بضَمهَا وَهُوَ الصَّوَاب فَإِن التَّقْدِير أَتَى بدجاجة وَذكر بِلَفْظ الْفِعْل الْمَاضِي كَأَن الرَّاوِي شكّ فِي المأتى بِهِ لكنه حفظ كَونه دجَاجَة قَوْله فِي حَدِيث الْحُدَيْبِيَة فَإِن يَأْتُونَا كَانَ قد قطع الله عينا من الْمُشْركين كَذَا للْأَكْثَر من الْإِتْيَان وَلابْن السكن بموحدة وَبعد الْألف مثناة مُشَدّدَة من الْبَتَات أَي قاطعونا قَوْله أتان هِيَ الْأُنْثَى من الْحمر وَقَوله على حمَار أتان ضَبطه الْأصيلِيّ بِالتَّنْوِينِ فيهمَا على أَن أَحدهمَا بدل من الآخر بدل الْبَعْض من الْكل لِأَن لفظ الْحمار يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى وَضبط فِي رِوَايَة أبي ذَر بِالْإِضَافَة أَي حمَار أُنْثَى وَقيل المُرَاد وَصفه بالصلابة لِأَن الأتان من أَسمَاء الْحِجَارَة الصلبة قَوْله أترجة وَاحِدَة الأترج وَهُوَ مَعْرُوف مشدد الْجِيم أَو بنُون سَاكِنة قبل الْجِيم وَوَقع فِي تَفْسِير يُوسُف وَلَا يعرف فِي كَلَام الْعَرَب الأترج وَلَيْسَ المُرَاد بذلك النَّفْي

اسم الکتاب : فتح الباري المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست