اسم الکتاب : شرح سنن ابن ماجه للسيوطي وغيره المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 26
[294] قَالَ من الْفطْرَة أَي من سنَن الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام الَّذِي أمرنَا ان نقتدي بهم فَكَانَ فطرنا عَلَيْهَا كَذَا نقل عَن أَكثر الْعلمَاء (مرقاة)
قَوْله والسواك قيل لَا يسن فِي الْمَسْجِد إِذا خشِي تطائر شَيْء من الرِّيق أَو نَحوه ثمَّ السِّوَاك سنة بالِاتِّفَاقِ وَقَالَ دَاوُد وَاجِب وَزَاد إِسْحَاق فَقَالَ ان تَركه عَامِد ابطلت صلَاته (مرقاة)
قَوْله وقص الشَّارِب قَالَ بن حجر فَيسنّ احفاءه حَتَّى يبدء حمرَة الشّفة الْعليا وَلَا يحفيه من أصل وَالْأَمر باحفاءه مَحْمُول على مَا ذكر وَخرج بِقصَّة حَلقَة فَهُوَ مَكْرُوه وَقيل حرَام لِأَنَّهُ مثلَة وَقيل سنة لرِوَايَة بِهِ
قَوْله والانتضاح وَهُوَ ان يَأْخُذ الرجل قَلِيلا من المَاء فيرش بِهِ مذاكيره بعد الْوضُوء لدفع وَسْوَسَة القطرة فَخر الْحسن حَدِيث جَعْفَر بن أَحْمد بن عمر كَأَنَّهُ من زيادات أبي الْحسن الْقطَّان نقل من خطّ شَيخنَا
[295] وَحلق الْعَانَة قَالَ بن الْملك لَو ازال شعرهَا بِغَيْر الْحلق لَا يكون فعله هَذَا على وَجه السّنة وَفِيه ان إِزَالَته قد يكون بالنورة وَقد ثَبت انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتعْمل النورة على مَا ذكره السُّيُوطِيّ فِي رسَالَته نعم لَو ازالها بالقص مثلا لَا يكون أَتَيَا بِالسنةِ على وَجه الْكَمَال قَالَ بن حجر وَحلق الْعَانَة وَلَو للْمَرْأَة كَمَا اقْتَضَاهُ إِطْلَاق الحَدِيث ظَاهر فِيهِ لَكِن قَيده الْأَكْثَرُونَ بِالرجلِ وَقَالُوا الأولى للْمَرْأَة النتف لِأَنَّهُ ألطف وَأبْعد لنفرة الحليل من بقايا أثر الْحلق وَلِأَن شَهْوَة الْمَرْأَة اضعاف شَهْوَة الرجل إِذْ جَاءَ ان لَهَا تسعا وَتِسْعين جُزْء مِنْهَا وللرجل جُزْء وَاحِد والنتف يضعهفا وَالْحلق يقويها فَأمر كلا مِنْهُمَا بِمَا هُوَ الانسب بِهِ (مرقاة)
قَوْله غفرانك تَقْدِيره اغْفِر غفرانك وَالْمعْنَى أَسأَلك غفرانك وَذكر فِي تعقيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخُرُوج بِهَذِهِ الدُّعَاء وَجْهَان أَحدهمَا انه اسْتغْفر من الْحَالة الَّتِي اقْتَضَت هجران ذكر الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يذكر الله تَعَالَى فِي سَائِر حالاته الا عِنْد الْحَاجة وَثَانِيهمَا ان الْقُوَّة البشرية قَاصِرَة عَن الْوَفَاء بشكر مَا انْعمْ الله عَلَيْهِ من تسويغ الطَّعَام وَالشرَاب وترتيب الْغذَاء على وَجه الْمُنَاسب لمصْلحَة الْبدن الى اوان الْخُرُوج فلجأ الى الاسْتِغْفَار اعترافا بالقصور عَن بُلُوغ حق تِلْكَ النعم (مرقاة)
قَوْله
[302] كَانَ يذكر الله الخ لَا يتَصَوَّر هَذَا الذّكر الا بِالْقَلْبِ فَإِن الذّكر اللساني لَا يتَصَوَّر فِي كل احيان لِأَن الْإِنْسَان لَا يَخْلُو أما أَن يكون نَائِما أَو يقظان فالنائم يكون غافلا عَن ذكر اللِّسَان وَكَذَلِكَ يقظان إِذا كَانَ فِي القاذورات فَذكر اللِّسَان هَهُنَا مَكْرُوه بِخِلَاف الذّكر القلبي فَإِن تعلق الْقلب بجناب الْبَارِي فِي النّوم واليقظة سَوَاء وَلذَا قَالَ شَيخنَا الْمجد رض الْحَالة النامية فَوق حَالَة الْيَقَظَة لعدم تعلق الْبَاطِن بِالظَّاهِرِ وَحَالَة السكرات فَوق حَالَة الْمَنَام وَحَالَة البرزخ فَوق حَالَة السكرات وَحَالَة العرصات فَوق حَالَة البرزخ وَحَالَة أهل الْجنَّة فَوق حَالَة أهل العرصات لأَنهم يرَوْنَ الله عيَانًا قَالَ الله تَعَالَى للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة وفسرت الزِّيَادَة فِي الحَدِيث بِرُؤْيَة الله عز وَجل وهذ كُله لمن لَهُ ذوق فِي الْقلب لَا للَّذي هُوَ الى الظَّاهِر الْمَحْض مُسْتَقِيم قَالَ الله تَعَالَى الا من اتى الله بقلب سليم فِي الحَدِيث خير الذّكر الْخَفي وَخير الرزق مَا يَكْفِي وَجَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضا أفضل الذّكر الْخَفي الَّذِي لَا يسمع الْحفظَة سَبْعُونَ ضعفا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة جمع الله الْخَلَائق لحسابهم وَجَاءَت الْحفظَة بِمَا حفظوا وَكَتَبُوا قَالَ لَهُم انْظُرُوا هَل بَقِي لَهُ من شَيْء فَيَقُولُونَ مَا تركنَا شَيْئا مِمَّا علمناه وحفظناه الا وَقد احصيناه وكتبناه يَقُول الله ان لَك عِنْدِي حَسَنَة لَا تعلمه وانا اجزيك بِهِ وَهُوَ الذّكر الْخَفي ذكره السُّيُوطِيّ فِي البدور السافرة عَن أبي يعلى الْموصِلِي عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا كَمَا ذكره عَليّ الْقَارِي وَقَالَ فِيهِ حجَّة لساداتنا النقشبندية (إنْجَاح)