اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 467
له العلو المطلق من جميع الجهات، ولكن المراد ظل يخلقه الله في ذلك اليوم يظل من يستحقون أن يظلهم الله في ظله، وإنما أضافه الله إلى نفسه لأنه في ذلك
اليوم لا يستطيع أحد أن يظلل بفعل مخلوق، فليس هناك بناء ولا شئ يوضع علي الرؤوس، إنما يكون الظل ما خلقه الله لعباده في ذلك اليوم، فلهذا أضافه الله إلى نفسه لاختصاصه به ومما يكون في ذلك اليوم: نشر الدواوين أي: صحائف الأعمال التي كتبت علي المرء في حياته، وذلك لان الله_ سبحانه وتعالى_ وكل بكل إنسان ملكين: أحدهما عن اليمين، والثاني عن الشمال، كما قال الله تبارك وتعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ) (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (قّ: 16_18) . هذان الملكان الكريمان يكتبان كل ما يعلمه المرء من قول أو فعل، أما ما يحدث به نفسه فانه لا يكتب عليه، لان النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((أن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به)) . لكن القول والفعل يكتب علي الإنسان، كاتب الحسنات علي اليمين وكاتب السيئات علي الشمال، فيكتبان كل ما أمرا بكتابته، فإذا كان يوم القيامة الزم كل إنسان هذا الكتاب في عنقه، كما قال الله تعالى (وَكُلَّ
اسم الکتاب : شرح رياض الصالحين المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 467